مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة الشاعر محمد آل صبيح قال: «نعلم بأن الثقافة هي الحصن الحصين في مواجهة التطرف والإرهاب، ولكن في حالة وزير الثقافة اللبناني محمد المرتضى انقلبت المعادلة، إذ أصبح وزير الثقافة هو المحرّض لتوسيع دائرة التطرف والإقصاء، ولعل موقفه مع رئيسة الكونسرفتوار الفنانة الأوبرالية المبدعة هبة القواس، وسعيه الحثيث لاقتلاعها من الكونسرفتوار يعد خير شاهد على نظرته الفئوية الموبوءة، في الوقت الذي تبحث فيه الكثير من الدول عن أسماء بقيمة هبة القواس لتؤسس معها مسيرة موسيقية علمية رائدة».
وأضاف: «لبنان لم يكن يوماً يشبه جورج قرداحي ولا محمد المرتضى ولا أي عابر سلطة وشهرة، لبنان كان دائماً وسيبقى يشبه العمالقة كفيليب حتى، وأمين معلوف، ووديع الصافي، والسيدة فيروز، وعاصي، ومنصور الرحباني، وحتى ينتهي عصر الصغار ليعود عصر الكبار نضرب موعداً مع لبنان الذي نُحب».
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني طارق أبو زينب في منشور عبر حسابه على منصة (X): «وزير الثقافة اللبناني يجرّ الفن والثقافة في لبنان نحو الهاوية، ويُهدّد مستقبلها بتغيير القواعد الأساسية والقانونية في المعهد الوطني العالي للموسيقى».
وأضاف أبو زينب: «في ليله سوداء تشابكت المصالح بين الوزير وقناة تلفزيونية لبنانية تدعي بأنها تحمل لواء الحرية والسيادة، فتعاونا لإتمام مكيدة بتسخير جميع الجهود للنيل من رئيسة المعهد الوطني العالي لتغير الحقيقة ظنّاً من القناة بأنها تستطيع الاصطياد في الماء العكر لتصفية حسابات خاصة بها مع قناة تلفزيونية لبنانية أخرى».
من جانبه، قال الكاتب محمد الساعد: «إنه لأول مرة يتحول وزير ثقافة إلى عدو للثقافة والمثقفين، كيف يمكن لنا أن نتصور أن هناك من يدير وزارة الثقافة بعيون فئوية طائفية».
وأضاف: «مرتضى ليس سوى وزير حزبي برتبة كائن طائفي، وظيفته التي رسمها حزب الله له هي اختطاف الثقافة والمثقفين وتحويل الثقافة إلى مزرعة للحزب. من يصدّق أن لبنان الثري بثقافته وفنونه يتحول إلى رهينة بيد كوادر الحزب الإرهابي الذين وضعتهم المحاصصة وزراء متسلطين».
وأشار الساعد إلى أن ما يفعله وزير حزب الله محمد المرتضى في لبنان هو تجريف حقيقي لتاريخ لبنان الثقافي، ولا شك أن مرتضى ومن وراءه مجرد موظفين طارئين سيغادرون المشهد إذا استيقظ لبنان ومثقفوه، لافتاً إلى أن ثروة لبنان في رجاله كالرئيس نبيه بري وقبله رفيق الحريري وقبلهما سعيد عقل وعبدالله العلايلي وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة، لكن صورة الإفلاس تلوح عندما لا تأتي أسماء كهذه الأسماء لتكون منارة لمستقبل لبنان.
بدوره، كتب الإعلامي اللبناني طوني بولس عبر حسابه على منصة (X) منشوراً بعنوان: «فرقة المهدي» تواجه «الكونسرفتوار».
وطالب طوني باستدعاء وزير «الثقافة» محمد المرتضي وعزله فوراً، مؤكداً أنه «يستغل موقعاً رسمياً لتنفيذ أجندة مذهبية متطرفة».
وأضاف: «قضية رئيسة مجلس إدارة المعهد الوطني العالي للموسيقى هبة قواس قضية وطنية، لمواجهة تحويل «الكونسرفتوار» إلى فرقة المهدي التي تنشد «سلام فرنده» الإيراني.
ولفت طوني إلى أن الحزب يستنسخ المؤسسات الرسمية، فكما حلّ «القرض الحسن» بدل المصارف والمليشيات بدل الجيش والإسعاف الشعبي بدل الصليب الأحمر، كذلك في الموسيقى «فرقة المهدي» بدل «المعهد الوطني».
وعلق الكاتب الدكتور حمود أبوطالب قائلاً: «من الرزايا المؤلمة الكثيرة التي ابتلي بها لبنان محاولة اختطافه ثقافياً بعدما كان منارة للفكر والتنوير والحريات الثقافية، وفضاءً حضارياً يتسع ويتصالح مع كل الآراء الفكرية. حدث ذلك منذ أصبح لبنان فعلياً تحت سيطرة حزب الله، الذي لم يكتف بالجوانب الأمنية والسياسية والعسكرية، بل تمادى إلى محاولات قولبته ثقافياً بالسيطرة على وزارة الثقافة من خلال مرشحيه المفروضين على التشكيلات الحكومية، لتكون الوزارة منبراً لتصوراته ومنصة لأفكاره في تغيير الهوية الثقافية اللبنانية كي تتماهى مع مواقف وأيديولوجية وتبعية الحزب».
رأينا كيف دفع الحزب بوزراء انسلخوا من هويتهم وثقافتهم الوطنية، ووصل بهم الحد إلى التهجم على بلدهم وبلدان عربية، من أجل تقديم قرابين الولاء لحزب الله الذي أوصلهم أو فرضهم وزراء؛ ومنهم وزير الثقافة الحالي محمد المرتضى الذي بالغ في كسب رضا الحزب وصانعيه بلغة وتصرفات لا تليق بلبنان ولا بمسؤول عن ثقافته، إلى حد رفض بعض الإعلاميين والمثقفين الوطنيين الأحرار حضور مناسبات يكون موجوداً فيها أو يرعاها. وعلى سبيل المثال رفضت الإعلامية اللبنانية (نبيلة عواد) تكريمها من جمعية (أرض المبدعين) بعدما علمت أن وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى هو من سيسلمها درع التقدير. جاء ذلك تعبيراً عن «تسجيل موقف ضد مواقف الوزير التي آذت الثقافة في لبنان في محطات مختلفة، ولم توفّر الحريات في لبنان بمناسبات مختلفة أيضاً»، بحسب تصريحها. كما سجل عدد من الإعلاميين والمثقفين اللبنانيين مواقف مشابهة. وقد جاء تصريح الوزير الأخير الذي تجاوز فيه كل المعقول من تمجيد للذين كانوا سبب دمار لبنان ومعاناة شعبه ليدق آخر مسمار في أي وطنية يزعمها الوزير محمد المرتضى؛ الذي يتسنّم وزارة الثقافة في لبنان، التي عاصرت ثقافته وزراء كباراً في ثقافتهم ووطنيتهم، قبل أن يجثم عليه كابوس حزب الله.. يا لها من مفارقات محزنة.
أبوطالب: من الرزايا المؤلمة التي ابتلي بها لبنان
آل صبيح: سلوكه مع الفنانة هبة القواس يؤكد تطرفه
الساعد: اختطف الثقافة والمثقفين بأوامر «حزب الله»