رد…

رد…

2024 Aug,03

هو فعل، وهو رد فعل.

الأسئلة الأكثر تداولاً اليوم: هل سترد «حماس» و»حزب الله» وإيران؟ متى؟ كيف الرد؟ مبررات الرد موجودة، ومبررات عدم الرد أيضاً موجودة.
وهو رد مرتبط، برأي عام قطري وقومي وإقليمي ودولي، ينادي بضبط الأمور وعدم توسعة الحرب، والمقصد لبنان وإيران.
وبالطبع فإن ساسة الاحتلال يصرحون بأن دولته لن تهاجم لبنان إلا إذا هاجمها!
كيف يكون هذا المعنى؟
كيف تكون عملية ضبط الأمور، وإسرائيل المحتلة أصلاً لا تريد ذلك، بل إنها توسعها بالفعل؟
جوهر خطاب حسن نصر الله هو ضرورة وقف الحرب على غزة، في حين سيتابع المساندة، مؤكداً على أن هناك رداً بشكل خاص على اغتيال فؤاد شكر المسؤول العسكري في «حزب الله».
جوهر هدف الاحتلال وحلفائه: استسلام فلسطين والأمة العربية. ولما سيصعب تحقق ذلك، فإن الاحتلال معنيّ بمواصلة الحرب، اللغة التي يفضلها للوصول إلى حلّ، ولكن لأن من يشعل النيران يمكن أن تحرقه أيضاً.
تقتل دولة الاحتلال الصحافي إسماعيل الغول والمصور رامي الريفي.
تغتال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لـ»حماس».
تغتال فؤاد شكر القائد العسكري الأعلى في «حزب الله».
وأتذكر من ضمن جرائم الاغتيالات اغتيال الشيخ أحمد ياسين وهو على الكرسي المتحرك، كأنذل عملية اغتيال في التاريخ، وهو الذي تم الإفراج عنه في صفقة مع الملك حسين رحمه الله، إثر محاولة اغتيال خالد مشعل الفاشلة.
هذا هو الاحتلال الذي يعرفه العالم ونحن المكتوون منه من عقود طويلة.
ليس هذا غريباً أبداً، والاحتلال يقتل الأجنة في الأرحام، والأطفال والأمهات، ويدمر كل ما يجد أمامه حتى الشجر!
ثم لا تستحي حكومة الاحتلال من الحديث عن عقد صفقة الأسرى؛ فمع من سيعقدون الصفقة وهم يغتالون القادة السياسيين؟
ثم نجد الولايات المتحدة تتحدث كأن الاغتيالات لا تعنيها ولا تعرف عنها.
خلا الجو العالمي لإسرائيل المحتلة أن تعيث فساداً وقتلاً وتخريباً، متذكرين قول طرفة:
خلا لك الجو … فبيضي واصفري
خلا الجو إلا من فضاءات محدودة، لأنه سيصعب الدخول في حرب شاملة، تعدّ لها دولة الاحتلال عشرات الطائرات التي تحمل القنابل الطنية: نصف طن.. طنا.. طنَّين.
إنه إرهاب الدولة الرسمي الواضح والصريح. وإنه الإرهاب الذي أوضحت اللجنة الاستشارية لمحكمة العدل العليا رأيها بشأنه بشكل صريح.
طيب وبعدين؟
في ظل الرد الصعب، وعدم الرد الأصعب، نكتم أنفاسنا، فلم يترك جنون الاحتلال شيئاً بغيضاً إلا فعله، ولم يسلم حتى الفضاء الغزي من صوت «الزنانة» المزعج حد الجنون، متذكرين استخدام الصوت العالي في تعذيب المعتقلين الفلسطينيين في زنازين الاحتلال.
ما الذي ينتظره الاحتلال من أصحاب الأرض الأصليين؟
وما الذي يتوقع العالم الرسمي، حكومات الدول المتحالفة مع الدولة اللصة والقاتلة؟
لقد خرجت الشعوب تستنكر قتل غزة وتدميرها، لم تقصر جماهير العالم، لكن للأسف، فما زالت الحكومات في حالة شلل!
كل ذي عقل من أي بلد يقول:
– وقف فوري لإطلاق النار.
– إغاثة وتطبيب.
– عقد صفقة تبادل الأسرى وتنفيذها.
– البدء الفوري في تهيئة فلسطين لحل سياسي يضمن كرامة شعبها وحقه في السيادة على أرضه.
هل هناك من حل آخر؟
ربما يكمن في الوعي واللاوعي الاحتلالي إيصال الشعب الفلسطيني وقياداته إلى حالة الاستسلام.
الظن أن الاحتلال، المغرور بقوته إلى آخر مدى، يرى أن الحل هو استسلام شعب فلسطين، بل وهجرته ما أمكن.
والسؤال بعد كل ما كان ويكون: هل سيستسلم الشعب الفلسطيني؟ هل سيختار الهجرة وترك وطنه؟
لقد بلغت المأساة ذروتها إلى درجة لا يمكن لا وصفها ولا تقبلها.
فكيف سيستسلم شعب فلسطين؟ وكيف سيترك وطنه؟
في ظل عدم استسلام الشعب العربي الفلسطيني، وفي ظل عدم استسلام أمتنا كما ترجو إسرائيل المحتلة، فإن الحل، في ظل عدم قبول الاحتلال بتسوية عادلة، هو الذهاب الى حرب شاملة بدأ العد التنازلي لها، سواء رضينا جميعاً عرباً ومسلمين أم لم نرض!
لم تترك ولن تترك دولة الاحتلال من نوافذ للأمل إلا وأغلقتها، بل وهدمت البيوت بنوافذها وأبوابها، فماذا سنفعل غير ما يقتضيه عدم استسلام أمة عريقة بكاملها؟
في الحرب، لا نرى فقط شعب فلسطين، بل نرى شعوبنا العربية جميعها تتعرض للإذلال والاستلاب.
لم يتبق غير القليل من الكلمات، وغير القليل من الدموع، وإن كان يظن الغزاة أنه بقتل القادة سيستسلم شعبنا فإنه واهم، وهو من اختبر ذلك من قبل، كما اختبر الغزاة في بلاد كثيرة، ماذا كانت النتيجة في البلاد التي تعرضت للاحتلال والاستعمار؟
هل استسلمت الشعوب فعلاً أم أنه ذات الفعل ضاعف طاقات المقاومة وصولاً إلى طرد الاستعمار والاحتلال؟
أما نحن الشعب العربي الفلسطيني، فصرنا اليوم أكثر من أي يوم مضى نعرف معنى الوحدة الوطنية، التي سيمضي شعبنا نحوها، ليقود شعبنا قادته جميعاً إلى فعل الوحدة، فليس أمامنا إلا الوحدة والتحرر الذاتي من الوهم، فلا بد الآن من حكومة الوحدة، ولا بد من الارتقاء بكل أفعالنا إلى يجب أن يكون الرقي.
لن يستطيع أحد مهما اغتر بقوته أن يقف أمام أي شعب حتى لو كان شعباً صغيراً:
سنفهم الصخر إن لم يفهم البشر أن الشعوب إذا هبت ستنتصر
مهما صنعتم من النيران نـخمدها ألم تروا أننا من لفحها سمر
ولو قضيتم على الثوار كـــــلهم تمرد الشيخ والعكاز والحجر
رحم الله شاعرنا الجميل راشد حسين.
أما أنت يا طرفة بن الورد، فيالك من شاعر حين اختتمت كلماتك أيها الحكيم:
قد ذهب الصياد عنك فابشري لا بد يوماً أن تصادي فاصبري
– ماذا ترى؟
– نهاية الاحتلال.
[email protected]