ما حكم قطع صلة الرحم بين الاخوان والأقارب؟ وهل يجوز الابتعاد عنهم في حالة وجود الضرر النفسي أو عصبي؟
اسئلة ترددت بكثرة على صفحة التواصل الإجتماعي الخاصة بدار الإفتاء المصرية، لذا قررنا أن نوضح لكم الإجابة
في هذا المقال.
حكم قطع صلة الرحم بين الاخوان
- أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أثناء إجابته عن هذه الأسئلة أن صلة الرحم لا يجوز قطعها على أي حال من الأحوال، لأن بعض الأشخاص يستسهلون للغاية قطع الرحم لأتفه الأسباب، وقد انتشر هذا أمر في هذه الأيام كأن كل شخص يستغنى بما عنده من الأشخاص بعكس الماضي.
- وقد أكد فضيلته أن صلة الرحم أمر يتعلق بما أمر به الله تعالى.
- وأضاف الشيخ عثمان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بالرحم، حيث جعل صلة الأرحام سببا للرزق والبركة في العمر، ولا يوجد أي إجماع من الأمة على قطع الرحم مهما اختلفت الأسباب.
- وبالرغم من ذلك فقد أوضح الشيخ أنه من الجائز أن يقلل من صلة الرحم في حالة التضرر.
إثم المتسبب في قطيعة الرحم
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يدخل الجنة قاطع رحم. متفق عليه”.
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة. قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى. قال: فذلك لك. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرءوا إن شئتم: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم {محمد:22}.
أضرار قطع صلة الرحم
- تعد صلة الرحم من الأمور التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وشدد على أهمية الحرص عليها في العديد من الأحاديث مثل الآتي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه»، (متفق عليه)
كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه». - وقد روى البخاري عن أبي أيوب رضي الله عنه: «أن رجلاً قال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويبعدني من النار، فقال النبي عليه السلام تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم».
- بالإضافة إلى ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«إن أفضل الفضائل أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتصفح عمن شتمك» - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم سمعه يقول «إن الصدقة وصلة الرحم يزيد الله بهما في العمر ويدفع بهما ميتة السوء ويدفع بهما المكروه والمحذور».
- وقد أوضح أهل العلم أن قطع الرحم تسبب العديد من الأضرار ويعد أعظمها حرمان قاطع رحمه من دخول الجنة.
- تبعًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا يدخل الجنة قاطع» أى قاطع رحم.
- وقد كان ابن مسعود رضي الله عنه جالساً بعد الصبح في حلقة، فقال: «أنشد الله قاطع رحم لما قام عنا،
فإنا نريد أن ندعو ربنا وأن أبواب السماء مرتجة ـــ أي مغلقة ــــ دون قاطع رحم». - بالإضافة لذلك فمن يقم بهذا الأمر يخسر دنياه وآخرته ويضع نفسه في موضع من لعنهم الله ولعياذ بالله،
فقد قال تعالى: (فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم).