أصدر الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، نتائج تحقيقه الأولي في مقتل ستة رهائن تم العثور على جثثهم داخل نفق في رفح، جنوبي قطاع غزة، قبل نحو 10 أيام، الأمر الذي صعّد من الاحتجاجات في إسرائيل لمطالبة حكومة بنيامين نتنياهو بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس؛ وشدد الجيش الإسرائيلي على أنه لم يكن يعلم مسبقا بوجود الرهائن في هذه المنطقة.
وادعى الجيش الإسرائيلي، في تحقيقه أنه الرهائن الستة قُتلوا في نفق بحي تل السلطان غربي رفح على يد اثنين آسيرهم من حركة حماس قبل حوالي عشرة أيام، وذلك في ظل المخاوف من احتمال تنفيذ “عملية إنقاذ” من قبل الجيش الإسرائيلي الذي كان ينشط في المنطقة، وذلك بناء على فحص موقع العثور على الجثث والتحليل الباثولوجي للجثث.
وبحسب التحقيق الإسرائيلي، فإن “النفق الذي احتُجز فيه الرهائن انطلق من منزل، وكان البئر المؤدي إليه تحت أرضية غرفة أطفال. اضطر الجنود لكسر الأرضية للوصول إلى البئر ومن ثم تتبع مسار النفق على عمق نحو 20 مترًا. من تحليل النفق، تبين أنه كان يستخدم للتنقل بين قطاعات قتالية تحت الأرض لحركة حماس. وتشير التحقيقات إلى أن مسلحين اثنين أطلقا النار على الرهائن الستة بين يومي الخميس والجمعة (29 و30 آب/ أغسطس الماضي)، ثم خرجا عبر باب حديدي وقاما بإغلاقه خلفهما”.
ووفقا لمزاعم الجيش الإسرائيلي، فإن “الباب الحديدي (المعد لامتصاص الموجات الناتجة عن الانفجارات) الذي دمره الجنود بعد يومين من وصولهم، كان مغلقًا على الرهائن خلال فترة احتجازهم في النفق”. واستنادًا إلى “بقايا الطعام والقليل من الماء وزجاجات البول والحفرة التي استخدمها الرهائن كمرحاض”، يقدّر الجيش الإسرائيلي أن “الرهائن احتجزوا هناك لعدة أسابيع على الأقل، وربما نُقلوا من مكان إلى آخر قبل ذلك، ربما من منطقة خانيونس”.
وبحسب التحقيق الإسرائيلي، فإن “المعلومات التي قدمها الأسير فرحان القاضي، الذي عُثر عليه حيًا في نفق قريب قبل أيام قليلة من العثور على الجثث، لم تتضمن أي تفاصيل عن الرهائن الستة. وما زال استجوابه مستمرًا”، وشدد الجيش على أنه “لم يكن هناك أي معلومات استخباراتية مؤكدة حول مكان الرهائن في النفق. وفي كل الأحوال، اتخذ الجنود الذين كانوا يعملون في نفس مجمع الأنفاق احتياطات إضافية، خاصة بعد جلسة تقييم خاصة تم إجراؤها عقب العثور على فرحان”.
ووفقا للتحقيق الذي أوردته صحيفة “يديعوت أحرونوت” على موقعها الإلكتروني (“واينت”)، فإنه “في نهاية التقييم، أمر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي” القوات بالتحرك للعثور على مسلحين أحياء في هذه المنطقة بهدف اعتقالهم واستخراج معلومات استخباراتية منهم بشأن مواقع الرهائن”.
وفي النفق، بحسب التحقيق، “وُجدت آثار دماء كثيرة، ويتم الآن فحص ما إذا كان بعضها بالإضافة إلى عينات DNA الأخرى تعود للمسلحين الاثنين اللذين قُتلا في نفس المنطقة خلال اشتباكين منفصلين بعد ذلك بأيام قليلة”. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن “القتال مع كتيبة تل السلطان التابعة لحركة حماس لا يزال مستمرًا، وأن قائد الكتيبة قُتل خلال الأسبوعين الماضيين”.
كما أظهرت التحقيقات بشأن فرحان أن “النفق الذي احتجز فيه كان على بعد حوالي 700 متر من نفق الرهائن الستة، لكن كان هناك حاجز هندسي بين النفقين، ولم يتضح بعد ما إذا كان الحاجز ناتجًا عن نشاط الجيش الإسرائيلي في المنطقة أو انهيارًا متعمدًا أحدثه ناشطو حماس”.
ومن المتوقع أن يعقد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، مؤتمرا صحافيا خاصا، مساء اليوم، حيث سيتم عرض فيديو للنفق في رفح الذي احتجز فيه الرهائن. وقد عرض الجيش الفيديو على عائلات الضحايا، وبموافقتهم تقرر عرضه أيضًا في الإعلام.