خفض التصعيد ضروري لاستبعاد الانزلاق لصراعٍ أكبر

يمثِّل الموقف السعودي تجاه الهجوم الإسرائيلي على إيران، فجر السبت، نهجاً خاصاً وعلامة بارزة في السياسة الخارجية السعودية؛ التي ظلت ما يقارب قرناً من الزمان تحذّر من تأثير نزاعات دول المنطقة والقوى الخارجية في أمن الإقليم، وتبعات ذلك على أمن دول العالم، خصوصاً إمدادات النفط، وسلامة الممرات المائية المهمة للتجارة العالمية. وأكدت السعودية، أمس، موقفها الثابت الرافض لاستمرار التصعيد في المنطقة، وتوسُّع رقعة الصراع؛ الذي يهدد أمن المنطقة واستقرارها. وحضَّت السعودية الأطراف كافة على التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس، وخفض التصعيد. ودعت السعودية المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة للاضطلاع بأدوارهم ومسؤولياتهم تجاه خفض التصعيد، وإنهاء الصراعات في المنطقة. ويأتي هذا التطور الجديد في أتون حرب ضروس تشنها إسرائيل ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني. وتتباهى إسرائيل بأنها جاهزة لحرب على سبع جبهات؛ وكلها جبهات يموت فيها الأطفال والنساء، وتتزايد فيها أعداد النازحين، الذين لا يعرفون إلى أي مكان ينزحون، بحثاً عن مكانٍ آمنٍ. والمطلوب بشكل عاجل أن يتحمَّل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه لجم هذا الانفلات والميوعة الأمنية؛ إذ إن استهداف النفط الإيراني يمكن أن يتسبب باضطراب في إمدادات النفط عالمياً. وسيكون ذلك تطوراً خطيراً يضاف إلى المشكلات العالمية الموجودة أصلاً. ومن الواضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يأبه لأي تطور سلبي في المنطقة؛ فهو يهمه، أولاً وأخيراً، أن ينجو برقبته من اتهامات بالفساد تحاصره، وأن يستجيب لشروط الأحزاب اليمينية المتطرفة المتحالفة مع كتلته البرلمانية. ولكل هذه الأسباب يجب أن يسارع المجتمع الدولي للتدخل لإزاحة شبح التصعيد من المنطقة.