أوصت أجهزة الأمن الإسرائيلية المستوى السياسيّ، بمهاجمة إيران، ردّا على الهجمات التي ينفّذها الحوثيون من اليمن، بحسب ما أوردت تقارير إسرائيلية، مساء الأحد.
يأتي ذلك فيما قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في وقت سابق الأحد، إن تل أبيب ستعمل ضدّ الحوثيين (“أنصار الله”) باليمن، ولكن “ليس بمفردها”، مضيفا في مقطع مصوّر: “تماما كما تصرفّنا بقوة ضدّ أذرع محور الشرّ الإيرانيّ، فإننا سنعمل ضد الحوثيين”، على حدّ وصفه.
وبحسب ما أوردت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عبر موقعها الإلكترونيّ (“واينت”)، فقد أوصى رئيس الموساد، دافيد برنياع، المستوى السياسيّ بمهاجمة إيران، وعدم استهداف الحوثيين، ردا على عمليات الإطلاق بالصواريخ والمسيّرات التي ينفّذها الحوثيون ضدّ إسرائيل.
ووفق التقرير، فقد قال برنياع في مشاورات جرت خلال الأيام الأخيرة بشأن هذه القضية: “عليك أن تتجه نحو الرأس، صوب إيران”.
كما أكّدت القناة الإسرائيلية 13 الأمر ذاته، وأوردت قول برنياع، إنه “إذا هاجمنا الحوثيين فقط، فإنّ ذلك لن يُساعِد”.
ولفتت القناة إلى أن “مشاورات دراماتيكية عدة جرت خلال آخر 24 ساعة”، لقادة الأجهزة الأمنية، لبحث الموضوع.
وذكرت القناة الإسرائيلية 12، أن مشاورات تُجرى في إيران “بشأن احتمال تنفيذ هجوم إسرائيلي”، كما أكدت أن قيادة المنظومة الأمنية الإسرائيلية، أوصت بوجوب مهاجمة إيران.
ووفق تقرير للقناة، نشرته مساء الأحد، فإنّ تقديرات المستوى السياسيّ في إسرائيل، تشير إلى أن إيران “تتعرّض لضغوط من احتمال قيام إسرائيل، بهجوم على مواقع إستراتيجية في البلاد، قريبا”.
وبحسب المشاورات الإسرائيلية الأخيرة، والتي أُجريت على المستويين السياسي والأمنيّ، فإن الاعتقاد في إيران، هو أن إسرائيل، “اختارت الموافقة على وقف الحرب في الشمال (ضدّ لبنان) من أجل التوجه إليهم مباشرة،وتدفيعهم الثمن”.
وفي المشاورات، هناك “فهم” إسرائيلي، بأن إيران تربط بين ثلاثة أمور حدثت مؤخرا، وهي؛ “تدمير منظومات الدفاع الجوي في إيران بما يمهد لطائرات سلاح الجوّ” الإسرائيلي، واتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
وبسبب كل ذلك، يجري الإيرانيون “مشاورات دراماتيكية ليقرروا ما يجب فعله”.
وخلال المشاورات، تم التشديد على أنه “على إسرائيل أن تفعل كل شيء لمنع عودة إيران إلى سورية ولبنان”، وأن طهران تستثمر الكثير في ذلك.
كما تمت الإشارة إلى “تجنب الاحتكاك المستمر مع إيران في الوقت الحالي، والذي لا يخدم إسرائيل، بينما يتم تعزيز القدرات في مواجهة إيران”.
يأتي ذلك فيما استهدفت غارات أميركية وبريطانية مساء أمس السبت، العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك بعد ساعات على استهداف الحوثيين لتل أبيب الذي سبقه أيضا هجوم إسرائيلي استهدف صنعاء ومحافظة الحديدة فجر الخميس.
وبحسب إعلام الحوثيين، فإن العدوان الأميركي والبريطاني استهدف منطقة عطان بالعاصمة صنعاء، فيما ذكرت القيادة الوسطى الأميركية، أنها نفذت غارات استهدفت مرفق قيادة ومنشآت تخزين للصواريخ تابعة للحوثيين.
وأعلن الحوثيون، الخميس، استهداف العاصمة صنعاء ومواقع في محافظة الحديدة بينها الميناء بـ16 غارة جوية إسرائيلية.
ولاحقا، أعلن الجيش الإسرائيلي أن 14 طائرة حربية تابعة له هاجمت بعشرات القنابل 5 أهداف في اليمن، شملت موانئ وبنى تحتية للطاقة في صنعاء ومحافظة الحديدة.
وإجمالا، يعد هذا ثالث هجوم تشنه إسرائيل على اليمن منذ بدء حربها على غزة، إذ كان الأول في تموز/ يوليو الماضي، والثاني في أيلول/ سبتمبر الماضي، عبر استهداف ميناء الحديدة ومنشآت الوقود بمحطة توليد الكهرباء بالمدينة.