أوراق قديمة مهملة في حالة سيئة للغاية لا تعبر أبدا عن محتواها القيم، ملمس غلافها الجلدي المتهالك يخطف الأنظار إليها فورا، وستجد نفسك تتصفحها باهتمام وشغف، فهي تعود إلى أكثر من 70 عاما في فترة هي الأهم بتاريخ مصر الحديث، لتكون من نصيب «حسام» الذي التقطها من وسط القمامة ليعيد إليها الحياة مرة أخرى ويحافظ على تاريخ مصر.
يروي «حسام علوان» المنتج السينمائي، أنه كان يتجول في سوق الكتب القديمة بالسيدة زينب عندما لفت نظره مجموعة من الأوراق المهملة على الأرض بجانب إحدى المكتبات، وعرف أن البائعون يتخلصون من الأوراق التي لا تهمهم أو لا تجذب عائدا بسبب حالتها المتهالكة، «شدت نظري الأوراق دي وقولت يمكن فيها حاجة مهمة، وفعلا لقيتها مجموعة من الأوراق ليها غلاف مكتوب عليه مجموعة القوانين والأوامر والمراسم الملكية سنة 1951».
لم يتخيل «حسام» أن أحدا يمكنه التخلي عن تلك الأوراق المهمة، إلا أنه قدر أن البائعون تخلصوا منها بسبب حالتها السيئة ولا أحدا سيشتريها، «الناس اللي بيتشغلوا في الكتب وممكن تكون حالة الكتاب سيئة وممكن ميبقاش ليه زبون، والكتاب دة وسط ورق مرمي وكتب مرمية، الفكرة إنه من سنة 1951، وأنا عجبني الخط جدا لأنه مكتوب بالخط التاجي شكله لطيف، والكتاب بيتكلم عن الفترة الملكية والأوامر»، بحسب حديثه لـ«».
قرر المنتج وهاوي الكتب القديمة والأنتيكات، أن يحتفظ بالأوراق، فهو يجمع مجلات قديمة مثل مجلات المحاماة التي كانت تصدر في العشرينات وبها شروحات للقوانين التي شرعت والمرجعيات الخاصة بها وأهم القضايا التي تم مناقشتها.
«الأوراق اللي لقيتها مش قوانين زي اللي نعرفها دلوقتي في الدستور، ولكن هي أوامر ملكية في فترة الخمسينات اللي مصر كانت فيها تحت حكم الملوك لسة ومتنقلتش للجمهورية».. بتلك الكلمات السابقة وصف «حسام» قيمة الأوراق التي عثر عليها في القمامة وكيف عاش الشعب المصري في تلك الفترة.