جدول المحتويات
مرض والدك، وأصبحت لسبب أو لآخر لا تستطيع الإنفاق من ماله؛ لذلك تتساءل هل يجوز الحجر على الأب المريض ؟ تابعنا في السطور التالية؛ لنجيب لك عن سؤالك.
الحجر على الأب المريض
- لا شك أن الحجر على الأب من أن يتصرف في أمواله عقوق وظلم، ما لم يكن سفيهًا أو مجنونًا؛ فقال المرداوي رحمه الله: لو جن بعد رشده فوليه ولي الصغير على الصحيح من المذهب، وقيل: الحاكم، قدمه في الرعاية الكبرى، وقال في الانتصار: يلي على أبويه المجنونين، ونقل المروذي: أرى أن يحجر الابن على الأب إذا أسرف، أو كان يضع ماله في الفساد، أو شراء المغنيات.
الحجر على المريض النفسي
- إذا كان المريض النفسي قادرًا على التعقل والتصرف في ماله، وجميع شئونه،
فهُنا لا يجوز الحجر عليه. - أما إذا كان نوع المرض النفسي ودرجته يحيل بين صاحبه وبين حسن التصرف
في ماله، وأصبح في حكم السفيه فإنه لا يسري عليه حكم الحجر إلا بحكم
الحاكم أو القاضي الشرعي. - جاء في (الموسوعة الفقهية): ذهب جمهور الفقهاء القائلين بالحجر على
السفيه إلى أن الحجر عليه لا بد له من حكم حاكم، كما أن فك الحجر عنه
لا بد له من حكم حاكم أيضا، لأن الحجر إذا كان بحكم الحاكم لا يزول إلا به، ولأن
الرشد يحتاج إلى تأمل واجتهاد في معرفته وزوال تبذيره فكان كابتداء الحجر عليه. - أما في حالة حكم القاضي بالحجر؛ فإنه ينصب على أموال المحجور عليه قيما،
ويلزم هذا القيم حفظ مال المحجور عليه من التلف والضياع ونحو ذلك، كما يلزمه تنميتها. وقيل: يستحب له، جاء في (الموسوعة الفقهية): قرر الشارع الحجر
على من يصاب بخلل في عقله كجنون وعته حتى تكون الأموال مصونة من
الأيدي التي تسلب أموال الناس بالباطل والغش والتدليس. وتكون مصونة
أيضا من سوء تصرف المالك. - وعليه لا يشرع له التصرف في مال المحجور عليه إلا بما يعود على المحجور
- بالمنفعة جاء في (الموسوعة): لا خلاف بين الفقهاء في أنه لا يجوز للولي
أن يتصرف في مال المحجور إلا على النظر والاحتياط، وبما فيه حظ له
واغتباط؛ لحديث: “لا ضرر ولا ضرار”. وقد فرعوا على ذلك أن ما لا حظ
للمحجور فيه كالهبة بغير العوض والوصية والصدقة والعتق والمحاباة
في المعاوضة لا يملكه الولي، ويلزمه ضمان ما تبرع به من هبة أو صدقة
أو عتق، أو حابى به أو ما زاد في النفقة على المعروف أو دفعه لغير
أمين، لأنه إزالة ملكه من غير عوض فكان ضررا محضا.
وبعدما تعرفنا على جواز الحجر على الأب المريض من عدمه؛ تابعونا في السطور التالية؛ لنعرض لكم أحاديث عن بر الوالدين.
بر الوالدين حديث
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “سألتُ النبيَّ صلى الله عليه
وسلم أيُّ العملِ أحبُّ إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قُلْتُ: ثم أيّ؟، قال: بر الوالدين، قلت: ثم أيّ، قال: الجهاد في سبيل الله.” رواه البخاري. - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال: من أحق الناس بحسن صَحابتي؟ قال: أمُّك، قال: ثم من؟ قال:
أمك؟ قال: ثم من؟ قال :أمُّك، قال: ثم من؟ قال: أبوك.” رواه مسلم. - عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الوالدُ
أوسطُ أبواب الجنة، فإن شئتَ فحافظ ْعلى الباب أو ضيِّعْ.” رواه الترمذي وصححه الألباني.
وإلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، وعرضنا لكم الحجر على الأب المريض.. آملين أن نكون قد قدمنا لكم ما تبحثون عنه..
يمكنكم كذلك معرفة: حكم بيع السفيه والتصرف في أمواله