ما هو تفسير سورة الدخان؟ هل تبحث عنها؟ وتود معرفة ما هو تفسير السعدي تابعنا في المقال التالي لمعرفتة وشاركنا في صندوق التعليقات.
تفسير سورة الدخان
” حم ”
” حم ” سبق الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة.
” والكتاب المبين ”
أقسم الله تعالى بالقرآن الواضح لفظا ومعنى .
” إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ”
إنا أنزلناه في ليلة القدر المباركة كثيرة الخيرات, وهي في رمضان.
إنا كنا منذرين الناس بما ينفعهم ويضرهم, وذلك بإرسال الرسل وإنزال الكتب, لتقوم حجة الله على عباده.
” فيها يفرق كل أمر حكيم ”
فيها يقضى ويفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة من الملائكة كل أمر محكم من الآجال والأرزاق في تلك السنة, وغير ذلك مما يكون فيها إلى آخرها, لا يبدل ولا يغير.
” أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين ”
هذا الأمر الحكيم أمر من عندنا, فجميع ما يكون ويقدره الله تعالى وما يوحيه فبأمره وإذنه وعلمه إنا كنا مرسلين إلى الناس الرسل محمدا ومن قبله.
” رحمة من ربك إنه هو السميع العليم ”
رحمة من ربك- يا محمد- بالمرسل إليهم إنه هو السميع يسمع جميع الأصوات, العليم بجميع أمور خلقه الظاهرة والباطنة.
” رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين ”
خالق السموات والأرض وما بينهما من الأشياء كلها, إن كنتم موقنين بذلك فاعلموا أن رب المخلوقات هو إلهها الحق .
” لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين ”
لا إله يستحق العبادة إلا هو وحده لا شريك له, يحيي ويميت, ربكم ورب أبائكم الأولين, فاعبدوه دون آلهتكم التي لا تقدر على ضر ولا نفع.
تفسير سورة الدخان التفسير الميسر
” بل هم في شك يلعبون ”
بل هؤلاء المشركون في شك من الحق, فهم يلهون ويلعبون, ولا يصدقون به.
” فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ”
فانتظر- يا محمد- بهؤلاء المشركين يوم تأتي السماء بدخان مبين واضح
” يغشى الناس هذا عذاب أليم ”
يعم الناس, ويقال لهم: هذا عذاب مؤلم موجع,
” ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون ”
ثم يقولون سائلين رفعه وكشفه عنهم: ربنا اكشف عنا العذاب, فإن كشفته عنا فإنا مؤمنون بك.
” أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ”
كيف يكون لهم التذكر بالاتعاظ بعد نزول العذاب بهم, وقد جامعهم رسول مبين, وهو محمد عليه الصلاة والسلام,
” ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون ”
ثم أعرضوا عنه وقالوا: علمه بشر أو الكهنة أو الشياطين, هو مجنون وليس برسول؟
سورة الدخان تفسير
” إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون ”
سنرفع عنكم العذاب قليلا, وسترون أنكم تعودون إلى ما كنتم فيه من الكفر والضلال والتكذيب.
” يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون ”
يوم نعذب جميع الكفار العذاب الأكبر يوم القيامة وهو يوم انتقامنا منهم.
” ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم ”
ولقد اختبرنا وابتلينا قبل هؤلاء المشركين قوم فرعون, وجاءهم رسول كريم, وهو موسى عليه السلام, فكذبوه فهلكوا, فهكذا نفعل بأعدائك يا محمد, إن لم يؤمنوا.
” أن أدوا إلي عباد الله إني لكم رسول أمين ”
وقال لهم موسى: أن سلموا إلي عباد الله من بني إسرائيل وأرسلوهم معي ليعبدوا الله وحده لا شريك له, إني لكم رسول أمين على وحيه برسالته.
” وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين ”
وألا تتكبروا على الله بتكذيب رسله, إني آتيكم ببرهان واضح على صدق رسالتي,
” وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ”
إني استجرت بالله ربي وربكم أن تقتلوني رجما بالحجارة,
” وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون ”
إن لم تصدقوني على ما جئتكم به فخلوا سبيلي, وكفوا عن أذاي.
” فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون ”
فدعا موسى ربه- حين كذبه فرعون وقومه ولم يؤمنوا به- قائلا: إن هؤلاء قوم مشركون بالله كافرون.
” فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون ”
فأسر- يا موسى- بعبادي- الذين صدقوك, وآمنوا بك, واتبعوك, دون الذين كذبوك منهم- ليلا, إنكم متبعون من فرعون وجنوده فتنجون, ويغرق فرعون وجنوده.
” واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون ”
واترك البحر كما هو على حالته التي كان عليها حين سلكته, ساكنا غير مضطرب, إن فرعون وجنوده مغرقون في البحر.
” كم تركوا من جنات وعيون ”
كم ترك فرعون وقومه بعد مهلكهم وإغراق الله إياهم من بساتين وجنات ناضرة, وعيون من الماء جارية,
” وزروع ومقام كريم ”
وزروع ومنازل جميلة,
سورة الدخان
” ونعمة كانوا فيها فاكهين ”
وعيشة كانوا فيها متنعمين مترفين.
” كذلك وأورثناها قوما آخرين ”
مثل ذلك العقاب يعاقب الله من كذب وبدل نعمة الله كفرا, وأورثنا تلك النعم من بعد فرعون وقومه قوما آخرين خلفوهم من بني إسرائيل.
” فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ”
فما بكت السماء والأرض حزنا على فرعون وقومه, وما كانوا مؤخرين عن العقوبة التي حلت بهم.
” ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين ”
ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المذل لهم بقتل أبنائهم واستخدام نسائهم.
” من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين ”
من فرعون, إنه كان جبارا من المشركين, مسرفا في العلو والتكبر على عباد الله.
” ولقد اخترناهم على علم على العالمين ”
ولقد اصطفينا بني إسرائيل على علم منا بهم على عالمي زمانهم.
” وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين ”
وأتيناهم من المعجزات على يد موسى ما فيه ابتلاؤهم واختبارهم رخاء وشدة.
” إن هؤلاء ليقولون ”
إن هؤلاء المشركين من قومك- يا محمد- ليقولون:
” إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين ”
ما هي إلا موتتا التي نموتها, وهي الموتة الأولى والأخيرة, وما نحن بعد مماتنا بمبعوثين للحساب والثواب والعقاب.
” فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين ”
ويقولون أيضا: فأت- يا محمد أنت ومن معك- بآبائنا الذين قد ماتوا, إن كنتم صادقين في أن الله يبعث من في القبور أحياء.
” أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين ”
أهولاء المشركون خير أم قوم تبع الحميري والذين من قبلهم من الأمم الكافرة بربها؟ أهلكناهم لإجرامهم وكفرهم, ليس هؤلاء المشركون بخير من أولئكم فنصفح عنهم, ولا نهلكهم, وهم بالله كافرون.
” وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ”
وما خلقنا السموات والأرض وبينهما لعبا,
” ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون ”
وما خلقناهما إلا بالحق الذي هو سنة الله في خلقه بتدبيره, ولكن أكثر هؤلاء المشركين لا يعلمون ذلك, فلهذا لم يتفكروا فيهما; لأنهم لا يرجون ثوابا ولا يخافون عقابا.
” إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين ”
إن يوم القضاء بين الخلق بما قدموا في دنياهم من خير أو شر هو ميقاتهم أجمعين.
” يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون ”
يوم لا يدفع صاحب عن صاحبه شيئا؟ ولا ينصر بعضهم بعضا,
” إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم ”
إلا من رحم الله من المؤمنين, فإنه قد يقع له عند ربه بعد إذن الله له إن الله هو العزيز في انتقامه من أعدائه, الرحيم بأوليائه وأهل طاعته.
” إن شجرة الزقوم ”
إن شجرة الزقوم التي تخرج في أصل الجحيم,
” طعام الأثيم ”
ثمرها طعام صاحب الآثام الكثيرة, وأكبر الآثام الشرك بالله.
” كالمهل يغلي في البطون ”
ثمر شجرة الزقوم كالمعدن المذاب يغلي في بطون المشركين,
” كغلي الحميم ”
كغلي الماء الذي بلغ الغاية في الحرارة.
” خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ”
خذوا هذا الأثيم الفاجر فادفعوه, وسوقوه بعنف إلى وسط الجحيم يوم القيامة.
” ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ”
ثم صبوا فوق رأس هذا الأثيم الماء الذي تناهت شدة حرارته, فلا يفارقه العذاب.
” ذق إنك أنت العزيز الكريم ”
يقال لهذا الأثيم السقي: ذق هذا العذاب الذي تعذب به اليوم, إنك أنت العزيز في قومك, الكريم عليهم.
وفي هذا تهكم به وتوبيخ له.
” إن هذا ما كنتم به تمترون ”
إن هذا العذاب الي تعذبون به اليوم هو العذاب الذي كنتم تشكون فيه في الدنيا, ولا توقنون به
” إن المتقين في مقام أمين ”
إن الذين اتقوا الله بامتثال أوامره, واجتناب نواهيه في الدنيا في موضع إقامة آمنين من الآفات والأحزان وغير ذلك.
” في جنات وعيون ”
في جنات وعيون جارية.
” يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين ”
يلبسون ما رق من الديباج وما غلظ منه, يقابل بعضهم بعضا بالوجوه, ولا ينظر بعضهم في قفا بعض, يدور بهم مجلسهم حيث داروا.
” كذلك وزوجناهم بحور عين ”
كما أعطينا هؤلاء المتقين في الأخرة من الكرامة بإدخالهم الجنات وإلباسهم فيها السندس والاستبرق, كذلك أكرمناهم بأن زوجناهم بالحسان من النساء واسعات الأعين جميلاتها.
” يدعون فيها بكل فاكهة آمنين ”
يطلب هؤلاء المتقون في الجنة كل نوع من فواكه الجنة اشتهوه, آمنين من انقطاع ذلك عنهم وفنائه.
” لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم ”
لا يذوق هؤلاء المتقون في الجنة الموت بعد الموتة الأولى التي ذاقوها في الدنيا, ووقى الله هؤلاء التقين عذاب الجحيم.
” فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم ”
تفضلا وإحسانا منه سبحانه وتعالى, هذا الذي أعطيناه المتقين في الآخرة من الكرامات هو الفوز العظيم الذي لا فوز بعده
” فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون ”
فإنما سهلنا لفظ القرآن ومعناه بلغتك يا محمد; لعلهم يتعظي وينزجرون.
” فارتقب إنهم مرتقبون ”
فانتظر- يا محمد- ما وعدتك من النصر على هؤلاء المشركين بالله, وما يحل بهم من العقاب, إنهم منتظرون موتك وقهرك, سيعلمون لمن تكون النصرة والظفر وعلو الكلمة في الدنيا والآخرة, إنها لك- يا محمد- ولمن اتبعك من المؤمنين