جدول المحتويات
حكم محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فالله تعالى أمر المسلمين بمحبته في المقام الأول، وإنما عبادة الله تعالى تكون بالمحبة والرجاء والخوف، ومن محبة الله تعالى تأتي محبة من والاه وبغض من عاداه، ولهذا مقامات حددها الشرع الإسلامي، بدءاً من محبة النبي عليه الصلاة والسلام وما دونه من آل بيته والصحابة والصالحين ونحوهم، ولكل منهم له درجته بالمحبة ومقامها عند الله تعالى، وفي مقالنا اليوم عبر موقع سوف نتعرف على حكم هذه المسألة وكافة أوجهها.
حكم محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم كجزء من محبته ومن محبته الله تعالى والتقرب إليه، وقد عدها العلماء جزء من العبادات التي تفيد الإنسان في التقرب إلى الله تعالى، إذ قال الله تعالى في كتابه العزيز: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[1]، وفي تفسير سعيد بن جبير رضي الله عنه للآية، أن ما قصده الله تعالى بالمودة لقرابته، هو آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، والمودة تأتي بالإحسان إليهم قولاً وفعلاً بالإضافة للبر بهم، وقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام في بعض الأحاديث المروية عن حضرته، آل بيته الأطهار ووصى المسلمين بهم والبر إليهم، دون الغلو بهم.[2]
شاهد أيضًا: حكم محبة النبي صلى الله عليه وسلم
حكم الغلو في أهل البيت
الغلو في أهل البيت بدعة منهي عنه نهي تام، فآل بيت النبي عليه الصلاة والسلام هم بشر عاديون لا نفع في الغلو بهم ولا ضر، ولا يملكون شيئاً من أمر المسلمين، والغلو بهم أو غيرهم هو من المحرمات على المسلمين، وإنما التعظيم لوجه الله تعالى وحده دون سواه، فهو الخالق وما دونه هو مخلوق، وكل مخلوق خلقه الله تعالى للعبادة، ولو كان الغلو مشروعاً، لكان الله تعالى سمح للمسلمين بالغلو في النبي الكريم عليه الصلاة والسلام إذ قال الله تعالى مخاطباً نبيه أن يقول للناس: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}[3]، ولذلك كان لزاماً على المسلمين الابتعاد عن هذه البدعة والالتزام بأمر الله تعالى ورسوله الأكرم، والله أعلم.[2]
شاهد أيضًا: حكم السمع والطاعة لولاة الأمر في الإسلام
أقوال النبي محمد عن أهل البيت
لقد أوصى النبي محمد عليه الصلاة والسلام المسلمين في أهل بيته، ومن ذلك نذكر ما رواه زيد بن أرقم رضي الله عنه قال، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “وأنا تارِكٌ فيكم ثَقَليْنِ، أَوَّلُهما كتابُ اللهِ، فيه الهُدى والنورُ، فخُذوا بكتابِ اللهِ، واستَمْسِكوا به”، فحثَّ على كتابِ اللهِ ورغَّب فيه، ثُم قال: “وأهلُ بَيْتي، أُذكِّرُكمُ اللهَ في أهلِ بَيْتي، أُذكِّرُكمُ اللهَ في أهلِ بَيْتي، أُذكِّرُكمُ اللهَ في أهل بَيْتي”[4]، والثقل كناية عن الأمور العظيمة، فقال العلماء بسبب تسميتهما بذلك: “وسُمُّوا بذلك لعُلوِّ شَأنِهما وعِظَمِ حُرمتِهما”، فقال أولهما كتاب الله الذي هو مرجع كل مسلم حتى لا يحيد عن الحق والإيمان والدين القويم، والثاني أهل بيته، وذكرها ثلاث مرات للتأكيد.
شاهد أيضًا: ما حكم طاعة ولاة الامر في الإسلام
حكم بغض آل البيت
بغض آل البيت منكر عظيم في إجماع أهل العلم، وهذا له أوجه، فليس مل آل بيت تجوز محبتهم أو بغضهم، وهو ما وضحه الإمام ابن باز رحمه الله تعالى بقوله:[5]
هذا منكر عظيم، لا يجوز هذا، يجب المحبة في الله، والبغض في الله، ما هو خاص بآل بيت النبي ﷺ يجب على كل مسلم أن يحب في الله، ويبغض في الله، يحب المؤمنين، ويكره الكافرين، ويحب أهل بيت رسول الله المؤمنين.
أما من كان كافرًا منهم فهو يبغضه في الله، أبو لهب من أهل البيت يجب إبغاضه في الله، وأبو طالب من أهل البيت يجب إبغاضه في الله، ويحب أهل البيت المؤمنين كعلي والحسن، والحسين، وفاطمة، وغيرهم ممن جاء بعدهم من المؤمنين إلى يومنا هذا.
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، والذي تعرفنا من خلاله على حكم محبتهم والغلو بهم وأقوال النبي عليه الصلاة والسلام بهذه المحبة، كما تعرفنا على حكم بغضهم في الشرع الإسلامي.
المراجع
- ^
سورة الشورى , الآية 23 - ^
islamweb.net , محبة آل بيت النبي عبادة مشروعة، والغلو فيهم بدعة ممنوعة , 11/06/2022 - ^
سورة يونس , الآية 49 - ^
تخريج المسند , زيد بن أرقم، شعيب الأرناؤوط، 17/170، صحيح - ^
binbaz.org.sa , حكم بغض آل البيت وعداوتهم , 11/06/2022