تجلس في هدوء وحولها العديد من الأدوات المختلفة، بيديها الماهرتين تبدأ في نحت الأشكال بدقة متناهية، وكأنها وُلدت من أجل الفن فقط، ساعات طويلة تقضيها «آية» دون حركة من أجل تنفيذ التصميمات المختلفة بحرفية عالية، فن النحت الذي احترفته الفتاة العشرينية ليس على الأخشاب أو الطين كالمعتاد بل على «الكيك»، إذ تبدع في نحت التماثيل الفرعونية والأشكال الأخرى غير التقليدية.
تحكي آية أبو الحمايل البالغة من العمر 27 عامًا، أنها تخرجت في كلية آداب قسم مساحة وخرائط بجامعة دمياط، مسقط رأسها، وخلال العام الماضي، مع انتشار فيروس كورونا المستجد في فترة الحظر، كانت تحتفل بعيد ميلاد حماتها، لتخوض تجربة النحت على التورتة لأول مرة: «عملت التورتة ساعتها وكانت أول مرة أجرب النحت على الكيك، وعجبت الكل وبدأوا يشجعوني على إني أشتغل على نفسي أكتر، وأخدت خبرات أونلاين كتير، وأتشد للأشكال المختلفة المبتكرة، وأقلد التورتات اللي فيها فكرة».
التورت الفرعونية هواية غريبة لآية
شيئًا فشيئًا، بدأت الفتاة العشرينية في إتقان النحت على الكيك خلال بضعة أشهر لتكون مهنتها وهوايتها التي عشقتها أيضًا: «ساعات بعمل أشكال التورت من دماغي وساعات من صفحات أجنبية، بقيت أشوف أي حاجة حواليا وعايزة أقلدها على هيئة كيك»، بحسب حديث «آية» لـ«».
قررت «آية» الترويج لسياحة مصر على طريقتها الخاصة عبر تصميم تورت على شكل تماثيل فرعونية، ومن بينها قناع الملك توت عنخ آمون الشهير: «أنا شدني القناع جدًا جدًا، واتحمست إني أعمل شبهه ودي كانت أول مرة أنحت على الكيك بالشكل دا، هو شغل الكيك زي شغل النحت بالظبط، بس أصعب بكتير لأن الماتيريل طرية وهشة غير الجبس أو الطين، وأخدت وقت نحو 10 ساعات متواصلين علشان أنفذ القناع».
«آية» تحتفي بافتتاح طريق الكباش
وتستخدم «آية»، العديد من الأدوات مثل الكيكة الإسفنجية، الكريكة، جناش شوكليت، عجينة سكر، أدوات نحت ولون داست ذهبي، وعن استعدادتها لحفل افتتاح طريق الكباش الذي يقام اليوم، فأنها تتمنى أن تجسد جزءًا من الكباش والأفكار الفرعونية رغم صعوبتها إلا أنه هواية ممتعة للغاية بالنسبة لها: «مفيش أحسن من أني أشجع آثار بلدي، وناوية إن شاء الله أدرس تفاصيل المقبرة الخاصة بتوت عنخ آمون قبل نقلها، وممكن أعمل التابوت نفسه، وقريب هعمل نفرتيتي».