بالرغم من وهن الجسد والشيب الذي كسى رأسه، لازال يواصل مشوار كفاحه، لم يستسلم لمرضه وأصر على مواصلة العمل بأحد شوارع حي الدقي في محافظة الجيزة، يقف الرجل السبعيني مُمسكًا بفوطة صغيرة مُنتظرًا قدوم السيارات ليبدأ في تنظيفها، أملًا في جني جنيهات قليلة تُعينه آخر كل شهر على سداد ديونه.
عبدالمنعم عبدالعزيز، 77 سنة، يعمل سايس بأحد شوارع حي الدقي، يروي في حديثه لـ«»، أنه ترك أسرته في محافظة المنوفية وجاء إلى القاهرة للعمل، مشيرا إلى أن لديه 4 أبناء تزوجوا جميعًا، إلا أنه يضطر للعمل لسداد أقساط تجهيز ابنتيه.
«عبدالمنعم» يعمل لتسديد الأقساط
بصوت متهدج، روى «عبدالمنعم»، حكايته مشيرا إلى أنه منذ سنوات طويلة مضت كان يعمل في «جراج» بحي الدقي، إلا أنه أجرى عملية «فتق»، ما حدّ من قدرته على العمل: «لما شغلي قل صاحب الجراج اضطر يمشيني وعايز أشتغل عشان أسدد 500 جنيه أقساط شهرية، بالإضافة إلى إعالة زوجتي المُسنة.. ولادي واحد منهم شغال سواق والتاني شغال في المحارة ويادوب قادرين يعولوا نفسهم».
بعد طرد «عبدالمنعم» من «الجراج»، لجأ إلى الشارع للعمل في نفس المهنة أيضًا بعدما وجدها الأصلح لكِبر سنه وظروفه الصحية: «ولاد الحلال بيخلوني أبات في الجامع هنا مقابل تنظيف المسجد وفتح أبوابه أمام المصلين بدءًا من صلاة الفجر وحتى باقي الصلوات مقابل 200 جنيه أجر شهري».
«عبدالمنعم»: لو مشتغلتش مش هعرف أسدد الأقساط
عدة مشكلات صحية يُعاني منها عم «عبدالمنعم»، أشهرها مشكلة في عينيه تتسبب في نزول الدموع بشكل مستمر، إلى جانب آلام بقدميه أثناء حركته وتنقله بين السيارات: «أعمل إيه.. مانا لو مشتغلتش مش هعرف أسدد الأقساط اللي عليا من وقت ما جوزت بناتي»، بحسب عم «عبدالمنعم»، لافتا إلى أنه سدد جزءًا من ديونه ولا يزال يتبقى عليه 50 ألف جنيه.
يحاول الرجل السبعيني أن يسرق بعض الأيام لرؤية زوجته المُسنة والحصول على قسط من الراحه بين أحضان أسرته: «بروح المنوفية كل خميس وبرجع يوم السبت»، ويعيش الرجل المسن على المسكنات بشكل مستمر حتى يتمكن من الوقوف على قدميه: «لو حد شافني وأنا نايم بالليل في البرد هصعب عليه»، وفقًا لعم «عبدالمنعم».