| «أحمد» موظف صباحا وبائع عطور مساء: «بارجع لعيالى ربنا مراضينى»

«الصبح موظف فى شركة مقاولات، وآخر اليوم باسرح بشنطة عطور»، قالها أب يدرك معنى المسئولية، دون أن ينتظر مساعدة لإعالة أسرته، فعندما أدرك «أحمد» أن دخله الشهرى لا يكفى احتياجات أسرته، اتجه فوراً للبحث عن عمل إضافى، مهما كلفه الأمر من مشقة.

يروى أحمد عادل، 36 عاماً، القاطن فى حى المطرية بالقاهرة، عن عمله الإضافى، الذى لم يحتج إلى رأسمال كبير: «باشتغل فى شركة مقاولات، لكن لما أولادى بدأوا يكبروا ويدخلوا مدارس وبقوا محتاجين مصاريف ولبس، كان لازم أشتغل شغلانة تانية بالليل، ولقيت إن بيع البرفانات مكسبه كويس ومش مكلف، على عكس مشاريع تانية محتاجة مكان ورأسمال، وماضمنش فى الآخر هاكسب ولا هاخسر».

«أحمد»: «باعمل التركيبات المطلوبة فى السوق وعليها سحب»

فكر «أحمد» ورتب لمشروعه، ثم بدأ فى التنفيذ، بالاعتماد على متطلبات بسيطة، مجرد علب فارغة وزيوت: «باشترى علب فاضية بأشكال جذّابة وقيّمة، وأجيب الزيت المكون الأساسى للعطور من شارع الجامع الأحمر فى العتبة بسعر رخيص، وباعمل التركيبات المطلوبة فى السوق وعليها سحب، زى السيجار والعود وغيرها، وطبعاً منها الرجالى والحريمى، وبتبقى قريبة من البراندات الغالية وفى نفس الوقت سعرها بسيط».

وعن تقسيمه ليومه بين الوظيفتين، والوقت المخصّص لأسرته، يحكى «أحمد»: «باخلص شغلى فى الشركة، وباروح أتغدى مع أولادى وأرتاح شوية، وفى آخر اليوم آخد الشنطة الصغيرة دى وفيها بضاعتى، وأنزل ألف فى وسط البلد تحديداً، لأن الناس كتير هناك، وبابقى ضامن أحقق نسبة المبيعات المخصّصة لكل يوم، وأرجع لأولادى بالفلوس المطلوبة».

وعن مكسبه فى اليوم، يقول «أحمد»: «بيطلع لى من 100 لـ150 جنيه، وبيغطى مصاريفى، بجانب مرتب الشركة، بابيع الإزازة الواحدة بـ30 جنيه، أما العلبة كاملة وفيها 4 أزايز بـ100 جنيه، يعنى سعرها رخيص، وبارجع لعيالى ربنا مراضينى».