العديد من الأمنيات يدعو بها كثير من الأشخاص، آملين أن يستجيب الله عز وجل لدعائهم، وأن يجعلهم من الصالحين ومن أهل الجنة ويشفي مرضاهم ومرضى المسلمين، وأن يرفع البلاء عن الأمة الإسلامية، ولكن هناك أشياء لا يجب أن يتمناها المرء أبدًا وهي التي شرحها الشيخ محمد متولي الشعراوي.
وأوضح الشيخ محمد متولي الشعراوي، أن هناك أمر لا يجب أن يتمناه المرء من الله سبحانه وتعالى، وهو تمني ما بيد شخص آخر، أي أن يحصل الشخص على نعمة مثل التي رآها لدى شخص آخر، وذلك في تفسيره لسورة النساء الآية : «وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا».
الله سبحانه وتعالى نهى عن التمني
وشرح «الشعراوي»، أن الله سبحانه وتعالى فضل جنس على جنس، وساعة ترى جنسًا أخذ شيئًا وجنسًا أخر أخذ شيئًا، فإياك وأن تشتغل بأن تتمنى ما في يد الشخص الأخر: «إياك تقول أنا بتمنى النعمة اللي عند فلان أو أنا عايز دي، لأ أسأل الله أن يعطيك من فضله، إذ أن الله سبحانه وتعالى نهى عن تمني ما فضل به المولى سبحانه وتعالى بعضهم على بعض، هو نهانا عن تمني الفضل الذي ميز أشخاص عن أشخاص ولكن سمح بالسؤال أن ينعم على العباد بفضله وكرمه».
وتابع «الشعراوي»، أن التمني هو أن يطلب المرء شيء عادة مستحيل حدوثه أو لم تجر به العادة، أما السؤال هو الدعاء إلى شيء تأتي فيه العادة، ولذلك أمرنا الله عز وجل بالسؤال ونهى عن التمني: «البعض مفضل في شيء والبعض الأخر مفضول عليه في شيء أخر وكل منهم يكمل بعضه والكون، وكل شخص له مهمة عليه أن يؤديها وأن يترك دلالات الأقدار تعطي الناس مواهبهم المتكاملة، مهمة النجاح أن تكون في المهمة التي خلقت من أجلها وبعد ذلك يكون الثواب والعقاب لا على قدر تكليفك ولكل كل واحد على قدر تكليفه».
التمني يجلب الحسد والفقر
وأكد أن سبب نهي الله سبحانه وتعالى العباد عن التمني، هو أن ذلك يجلب الحسد والفقر والغيرة، إذ أن المرء ينظر إلى ما في يد غيره ولا يحمد الله على النعم التي رزقه بها ويسأل الله داومها عليه.