بأدوات بسيطة «جبس وأسمنت وطين» يبدع إبراهيم صلاح، صاحب الـ28 عامًا، بنحت أشكال مميزة من إعادة تدوير الخردة والمخلفات المعدنية، بعد أن سافر من محافظة المنيا التى ولد بها إلى القاهرة؛ ليحقق حلمه الذي ظهر مع موهبته في النحت منذ طفولته.
«تمثال قط المصريين القدماء، حيوانات وتماثل حورس، أشكال لفنون إسلامية وتماثيل فرعونية»، كل هذه المقتنيات الخشبية صنعها «صلاح» بنفسه حسبما روى لـ«»: «قلت ربنا كرمني بموهبة لازم استغلها وأجرب».
مواد خام للنحت من المخلفات
لم يكتف الشاب العشريني بتعليمه الفني، فالتحق بدورات تدريبية بمركز الفنون، وعمل في العديد من المكاتب وشركات الديكور، إلا أنه كان يستخدم أدوات تقليدية في تنفيذ هذه المجسمات والصخور الصناعية، لتراود فكرة جمع الحديد القديم وإعادة تشكيله، ذهن «صلاح» الذي يسمي «بفن خردة الحديد».
وكان أول عمل يظهر «صلاح» للناس من خلاله، هو تمثال قط المصريين القدماء «باستيت»، الذي خطف أنظار المتابعين له على السوشيال ميديا حيث إن ارتفاعه حوالى 6 أمتار ونصف المتر وهو مصنوع من خردة الصاج، ولكنه لم يكتف بهذا العمل بعد أن وجد هوايته المفضلة، فقد رشحه «محمد الغنام» أحد المسئولين في مدينة دهب، بتنفيذ فكرة تمثال جديد ليكون معلما على جبل الطويلات.
تمثال «غوريلا»
انتهز النحات المصري الفرصة وعرض عليهم فكرة جمع إطارات السيارات لتصميم أكبر تمثال في مصر منها، لتلقى الفكرة إقبالًا كبيرًا، خاصة لأنه سيكون أول تمثال من مواد خام صديقة للبيئة، حيث استخدم النحات المصري في هذا التمثال 250 فردة من الإطارات ليكون في النهاية شكل الغوريلا الضخم ليبهر الجميع بمهارته.
25 يومًا استغرقهم «صلاح» في صناعة هذا التمثال، قائلا «وقت قياسي جدا، المعتاد أنه بياخد من 5 لـ 6 شهور»، ولم تكن هذه المرة الوحيدة الذى أنجز فيها التصميم في وقت قليل فقد حول الخردة الصاج إلى تمثال حورس في 40 يومًا فقط.
أحلام كثيرة تداعب قلب الشاب العشريني، في مقدمتها أن يستطيع التسليط الضوء على فن الخردة إيماناً منه بأهمية إعادة «النحات المصري يقدر يطوع أي خامة مهما كانت قبيحة»، طامحًا أن يفتتح معرضا خاصا بمقتنياته ليعرف بيها الجميع.