منذ نهاية شهر مارس الماضي، استيقظ الجميع على فاجعة كبرى ظلت عالقة في الأذهان وعلى الألسنة لأيام عديدة، مشاهد عديدة لا يمكن نسيانها، 9 طوابق مع بدروم تحول إلى حطامًا في غمضة عين، في حادثة سُميت بـ«فاجعة القاهرة»، وتسببت في انهمار دموع كل من رآها.
حادثة انهيار عقار جسر السويس مر عليها 4 شهور، وخلفت عشرات الضحايا والمصابين، كان من بين الضحايا جميع أفراد أسرة شاب يدعى فادي إميل، حينها، كانت قصة أسرته على لسان الجميع، فهو الناجي الوحيد من الأسرة التي عرفت إعلاميًا بـ«نادين ومونيكا»، وهما فتاتان أنهت الفاجعة حياتهما بعد قضائهما عدة ساعات أسفل العقار المُنهار.
«» تواصلت مع الشاب لمعرفة كيف تغيرت حياته بعد الفاجعة، حيث روى أنه يعيش مع عمه هذه الفترة، ولم تتغير حياته من هذه الناحية كثيرًا، لكنه بدأ عملا جديدا له في أحد البنوك أفضل من السابق: «كنت شغال في بنك، بس لقيت شغل تاني أفضل، وعايش حاليًا مع عمي».
دروس مستفادة من انهيار عقار جسر السويس
العديد من الدروس المستفادة التي خرج منها «فادي» فرغم أن الفاجعة كبرى ولا يمكن لأحد تحملها، إلا أنه استطاع الخروج منها بأمور كثيرة: «أول وأهم حاجة إن ربنا مش بيضر حد وكل حاجة بتحصل بيكون لها حكمة، وفي النهاية دي إرادة ربنا ولو حصلك أمر سيء متزعلش، وربنا أداني القوة إني أقف على رجلي من الأول تاني».
تأكد «فادي» من خلال ما حدث أنه قادر على تحمل أي صعاب أخرى: «مش هيجي أصعب من اللي حصل»، مضيفًا أنه تغير بشكل كبير في التفكير والتعامل مع الأشخاص.
وتابع: «لازم دائمًا في كل وقت نكون عاملين حسابنا لأي حاجة ونقدر نبني نفسنا مهما وقعنا».
عروسا عقار جسر السويس: الحمد لله على كل حال
ليس «فادي» هو الناجي من الحادث فحسب، بل كانت قصة العروسيّن واحدة من الحكايات المثيرة التي احتضنها عقار جسر السويس وأنهاها الرماد، وقت الحادث، كان سامح رمضان وزوجته، اللذان تزوجا قبل شهور قليلة من الحادث، جالسيّن عند والدته، وعلما بما حدث ليًلا، لكن بعد مرور 4 شهور على الحادثة، قال إنه وزوجته بحالة جيدة، ورفض الإدلاء بأي حديث آخر مؤكدًا: «دايمًا ربنا بيعمل لنا الخير، حتى لو إحنا شايفينه مش خير وقتها، وإن دايمًا ربنا ليه حكمة في كل حاجة».