يجلس على أحد مقاعد عربات مترو الأنفاق، منكس الرأس وملامح وجهه يكسوها التعب الشديد ويبدو وكأنه تائها لا يميز من حوله، وعندما تنظر إليه تجد عينيه مملوئتين بالحزن والألم، ذلك هو حال «مصطفى» المدرس بمدرسة يوسف السباعي التجريبية في منطقة مصر الجديدة، والذي ما إن رآه أحد طلابه حتى سارع بنشر قصته وصورته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، مطالبا الجميع بدعمه والوقوف بجانبه.
يحكي أحمد أشرف البالغ من العمر 24 عاما، أنه كان طالبا في مدرسة «يوسف السباعي» منذ سنوات قليلة، واعتاد وأصدقائه على رؤية «مستر مصطفى» دائما، فهو صديق الطلاب ودائما ما يستمع إليهم وإلى مشاكلهم ويصادقهم، وصدم عندما شاهد صورته بتلك الملامح المتعبة، «كل الطلبة عارفين مستر مصطفى هو كان مدرس مادة صيانة عملي، مش مادة أساسية دي مادة أنشطة مش زي المواد اللي ليها مجموع، ويجي يهزر معانا وينصحنا وبيحبنا أوي ومفيش حد في المدرسة دي ميعرفوش».
بمزيج من الصدمة والذهول، شاهد «أحمد» الحاصل على بكالوريوس تجارة إنجليزي بجامعة عين شمس، صورة معلمه المحبب على أحد جروبات «فيس بوك»، ليتذكر الأيام الجميلة التي قضاها وأصدقائه مع مدرسه المفضل و لا يعرف ما أصابه، «لما شوفنا صورته أنا وأصحابي زعلنا عليه جدا، هو كان رفيع ونشيط وبيحب يتحرك في كل حتة ويهزر دايما لكن اللي شوفته دلوقتي راجل مختلف جسمه مليان معرفش هل بياخد دوا أو كورتيزون مثلا وشكله مهدود وتعبان، مش ده مستر مصطفى اللي نعرفه»، بحسب حديث الشاب العشريني لـ«».
منشورات دعم كثيرة للغاية مليئة بالحب والود، تبادلها طلاب المدرس محاولين التواصل معه حيث أكد زميلهم الذي التقط صورته في محطة المترو أنه يبدو عليه المرض، وقرر الطلبة التواصل مع المدرس والاطمئنان عليه إذ كشف أحد الطلاب الذين تواصلوا معه أنه مريض ولا يحتاج سوى الدعاء ولا يستطيع التحدث كثيرا، «أنا وأصحابي هنقف جنبه أكيد وأي حد هيعرفه هيدعمه لأنه لو تعبان فحالته المادية ضعيفة جدا لأنه مش مدرس مادة تقيلة وكمان كلنا عارفين أنه كان بيشتغل كهربائي بره المدرسة، ولو محتاج دعم مادي 100 ألف واحد هيقفوا جنبه لأن أفضاله على الكل».