وسط أواني نحاسية قديمة عفا عليها الزمن وأجراس بالية من عقود ولت وعملات معدنية تعود لحقائب مختلفة من تاريخ مصر معروضة في محل لبيع الأنتيكات بمنطقة الزمالك، تجد درعا دائريا مدون عليه «إهداء من نادي الزمالك»، ولكن السؤال الذي يبدر في ذهن مرتادي المحل، ما الذي أتى بدرع نادي الزمالك هنا، وهو ما يجيب عنه صاحب المحل في السطور التالية.
مشجع زملكاوي باع درع النادي بـ50 جنيها
منذ سنوات عدة يعمل محمد حربي، من منطقة الزمالك في مجال الأنيتكات، يعلم جيدا قيمة كل ما هو قديم ويسعى إلى امتلاكه، وخلال سنوات عمله التي تمتد إلى عشرة أعوام في ذلك المجال، لم يستطع أن ينسى قصة درع الزمالك وتفاصيل شرائه، على الرغم من تعامله مع الكثير من الزبائن الذين يعرضون عليه بين الحين والآخر مقتنياتهم القديمة للتربح منها، لم يجد تفسيرا لإقدام مشجع زملكاوي على بيع درع ناديه الذي أهداه منذ سنوات بثمن زهيد.
يقول حربي، «مكنتش مصدق إنه عايز يبيعه، ولما قولتله هاخده منك بـ 40 جنيه قالي لا خليها 50 وحلال عليك، أنا مكنتش عايزه أصلا، رغم إني عارف قيمته كويس لكن هعمل بيه إيه، لكن لما لاقيته وافق على السعر القليل ده، قلت مش هيخسر، ولو ملقتش زبون له هسيبه عندي زينه وخلاص».
قبل سنوات جاء إلى «حربي» ذلك المشجع ومعه الدرع يضعه في كيس بلاستيك كي يخفيه عن الأنظار وعرضه للبيع عليه: «معايا حاجه حلوة ليك»، ليرد «حربي» قائلا: «يبقى معاك عملات قديمة نادرة»، وهنا ضحك المشجع وقال له: «مش للدرجة دي».
أخرج ذلك المشجع «الدرع» الذي يحمل شعار نادي الزمالك ومدون عليه أنه إهداء من نادي الزمالك للألعاب الرياضية، وعرضه على «حربي» الذي لم يكن متحمسا لذلك الأمر في البداية ولكنه وافق علي هذا العرض بعدما وجد ثمنه منخفضا: «من وقت ما اشتريته وأنا معلقه جنبي ومفيش حد من أصدقائي الزملكاوية قالي هاخده ولو بـ 20 جنيه».