| دعاء طالبة ثانوي أزهري تعمل مع والدها على عربة فول: «نفسي أبقا دكتورة»

ملابس غير مهندمة على جسد نحيل، ملامح طفولية اضطرت لإخفائها، لتقف خلف عربة الفول المحملة على التوك توك، تبدو على وجهها علامات البراءة، تمسك بالأطباق وتضع فيه الطعام للزبائن، تساند والدها في مهنته الذي يكافح لأجل الأسرة، لتتحول تلك الطفلة إلى أشهر بائعات الفول في مركز الفشن التابع لمحافظة بني سويف، ليأتي إليها الزبائن من مختلف بقاع المدينة.

حلم دعاء

دعاء عيد محمد، طالبة بالصف الثالث الثانوي الأزهري، عمرها لا يتجاوز 18 عاما، فبغض النظر عن ساعات العمل الطويلة التي تقضيها على عربة الفول، إلا أن لديها حلم لا تتخلى عنه في يوم من الأيام، وهو الالتحاق بكلية الطب، وذلك حبًا ورغبةً منها في مساعدة الفقراء والمساكين، قائلة خلال حديثها مع «»، «نفسي أبقا دكتورة عشان أكسب ثواب في المريض، وأساعد الناس وأكشف عليهم بسعر رخيص خالص».

وأما عن تنظيم وقتها ما بين العمل والدراسة والمذاكرة، تروي الفتاة أنها تستيقظ من نومها في السادسة صباحًا لتذهب بصحبه أبيها إلى مكان بيعه للفول حتى الساعة 12 ظهرًا، لتنتهي طالبة الأزهر من الفترة الصباحية، لتتوجه إلى دروسها ثم تعود للمنزل لتأخذ قسطا قليلا من الراحة، ثم تخرج مرة آخرى لعربة الفول من الساعة 7 مساء حتى 1 صباحًا، وعن وقت المذاكرة تقول «أنا متعودة على كدا من وأنا صغيرة وبذاكر بالليل لما برجع بعد الشغل».

رسالة دعاء لوالدها

فخر واعتزاز تشعر به «دعاء» لمساعدتها لأبيها على عربة الفول: «لما أبقا دكتورة إن شاء الله، برضو هقف على عربية الفول»، فهي مُصممة على حلمها خاصة أن معظم الزبائن يلقبونها بـ «الدكتورة دعاء»، موجهة رسالة لأبيها بأن يجازيه الله خيرًا؛ لأنه يبيع السندوتش بجنيه واحد، «أبويا حاسس بالناس الغلابة، عشان كدا ربنا بيكرمنا وفيه بركة وبناكل ونشرب ومكفيين نفسنا بكتير الحمدلله».

يروي محمد عيد، الشهير بـ«عم عيد الفوال»، صاحب الـ 42 عاما، «دعاء بدأت معايا من صغرها وبتحب تساعدني ونفسها تبقا حاجة كبيرة قوي في الدنيا»، مُشيدًا بذكائها من صغرها، لأنه من المعروف التحاق الأطفال بالمدارس في عمر 6 سنوات، لكنها استطاعت الدخول وعمرها 5 سنوات، «علشان كانت شاطرة قوي وكانت داخلة أولى ابتدائي وهي بتعرف تقرا وتكتب، والحمد لله دلوقتي فاضلها جزء وتختم حفظ القرآن كله».

سبب بيع السندوتش بجنيه

«عم عيد» وارث مهنة الفول أبًا عن جد، فأجداده كانوا يمتلكون مستوقد فول، قائلًا: «كنا بنطيب الفول اللي في البلد كلها على البوص والحطب قبل انتشار الغاز»، ولكنه ابتعد عن العمل في الفول لفتره ليتجه إلى مهنة الكهربائي «صنايعي»، ولكنه تعرض لماس كهربائي خطير عرضَ حياته للموت، لذا عاد مرة آخرى لبيع الفول، حيث يحرص على بيع الساندوتش بجنيه واحد فقط، «قولت لازم أعمل حاجة لوجه الله، عشان ربنا يباركلي، والتجارة مع ربنا رابحة مش بتبور».