| «ديما» رسامة سورية ولدت من رحم الصراعات.. لوحاتها تبرز جمال الفتاة العربية

«الصراع».. هو نفق مظلم مليء بالأفكار والمعتقدات الخاطئة التي تتحول في برهة عند الواهم إلى حقائق يبني عليها تفاصيل حياته، وربما تكون الصراعات نقطة في حياة الموهوبين، حيث يعتبر الفن والنضال وجهين لعملة واحدة في مختلف العصور بشتى الدول، ومهما كانت الصراعات يبقى الفن ملهما لهؤلاء فدائما ما يكون الرسم السلاح الذي يعبِّر عن حقبة تاريخية لبعض الدول أو وسيلة لتعبير عن بعض المشاعر المختلفة.

التمسك برغم الصراعات الداخلية

ديما إبراهيم، فتاة سورية تبلغ من العمر عشرين عامًا، تنحدر من مدينة حمص، التي كانت قريبة من الصراعات نتيجة اندلاع الحرب السورية، عاشت في مدينة حمص ولم تغادر ، عقب اندلاع الحرب، كانت الحياة شبه آمنة تارة وبين القلق تارة أخرى، ولم تتوفر سبل الحياة المختلفة.

بجوار الصراعات نشأت موهبة ديما منذ 2015، بأيدي مرتعشة تمسك أدواتها البسيطة وتبدأ في رسم بعض الأشكال البسيطة، لفت هذا الأمر أنظار الأسرة والتي شجعتها على تنمية موهبتها رغبة منهم في تشتيت ذهن الفتاة الصغيرة عما يدور خارج الديار من صراعات.

والدها وفَّر لها كل الأدوات رغم الصراعات

سرعان ما تطورت موهبة «ديما» وأصبحت تبدع في الأشكال التي ترسمها ونفذت كل الأدوات التي تستخدمها وواجهت مشكلة في توفير الأدوات التي كانت تحتاجها، فمعظم المكتبات مغلقة والبعض هاجر المدينة، كان ولي أمرها يقطع أميالا طويلة من أجل توفير كل الأدوات لها لأنه رأى فيها موهبة صعب تكرارها مرة أخرى حتى لو كلف الأمر حياته.

الهروب للرسم من شتات الذهن

تروي «ديما» لــ«» أن الرسم يغيِّر حالة الرسام للأفضل فهي ترسم في أغلب الأوقات عندما تكون «حزينة» وعندما تنتهي من الرسمة تشعر بارتياح نفسي، لأنها تكون قد أفرغت الطاقة السلبية التي بداخلها، ولكن هذا ليس شرطا لأنها قد تكون حزينة وترسم شيئا مبهجا، كما أنها تحاول التوفيق بين الموهبتين ألا وهي الرسم والتفوق الدراسي.

لوحات تبرز جمال الفتاة العربية

استطاعت «ديما» أن تصنع بريشتها إبداعات جديدة متفردة فقد ركزت في لوحاتها على إبراز جمال المرأة العربية بكل ملامحها وتفاصيلها المتميزة، وهي معالم ذات قيم فنية وجمالية جسدتها في رسوماتها وتلاقت فيها الخطوط والوالتفاصيل لتصنع حياة وتجسد أشكالا ناطقة ومعبرة عن المكان والزمان، فلكل مكان جمال ولكل زمان خيال.

رغم الصعاب ظلت ديما ترسم كل يوم

وأشارت «ديما» إلى أن هناك أناسا يتأقلمون بجرأة مع عالم متغير أو يواصلون مواكبة حياتهم حتى مع تزايد تهديد أسلوب حياتهم، وهذا ما تظهره فتاة صغيرة تعيش مع أسرتها في مدينة حمص بسوريا، حيث تظهر علامات الطوارئ بشأن الصراعات بشكل سريع وعميق، وتحت السماء الملبدة بالغيوم التي تمطر بالذخيرة، تقفز الفتاة الصغيرة على قدميها وترسم ما يدور في ذهنها كما يفعل أي طفل في أي مكان حول العالم.

يمكن للفن أن يعيد صياغة مشاعر الوجع

وختتم حديثها قائلة، يمكن للفن أن يعيد صياغة مشاعر الوجع والألم التي قمعها المواطنون بطريقة إيجابية عن طريق إبراز مواطن القوة وبث الأمل لديهم من جديد بأن القادم أفضل وبأن الدمار سيتبعه الإعمار، وإيصال الرسالة التي مضمونها بأن الوجع والتجارب المؤلمة هي من تصنع إنسانا قويا ومكافحا وصلبا.