بين التشرد والضياع في الشوارع ووصولها إلى مدرج كلية التجارة بجامعة عين شمس، رحلة طويلة مليئة بالألم والجهد بذلتها «ريهام» حتى تنقذ نفسها وتستعيد إنسانيتها من جديد، بعد أن سلبتها بسبب قسوة الحياة وتخلي أهلها عنها.
بداية قصة ريهام من شوارع الغردقة
في شهر سبتمبر الماضي، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بقصة شابة اسمها «ريهام»، من محافظة الأقصر، تعيش حياة بائسة في شوارع الغردقة بلا مسكن ولا أهل، حتى استجابت مؤسة «معانا لإنقاذ إنسان» لقضيتها وقررت مساعدتها.
والد ريهام يرفض استلامها
تحكي دعاء نايل، مسؤولة الإعلام في مؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان» لـ«»، قائلة: «لما اتبلغنا بحالة ريهام من كام شهر تمت الاستجابه والمتابعة للتنسيق لنقلها لينا في مقر المؤسسة بالقاهرة، لكن للأسف وقتها البنت رفضت تماما وطلبت إنها ترجع الغردقة، وبعد أيام وصلنا أخبار إن تم الوصول لوالدها لاستلامها لكنه رفض وقال إنها بتهرب كتير».
ريهام تعود إلى جامعة عين شمس
وبعدها استجابت صاحبة الـ24 عاما إلى الانتقال للقاهرة، لتلقى الرعاية كاملة، حتى تستقر حالتها الصحية والنفسية، وعلى مدار أكثر من 3 أشهر، ظلت تعافر حتى انتشلت نفسها وصنعت حياة طبيعية، وقررت أن تعود لدراستها في جامعة عين شمس.
رحلة ريهام من الشارع إلى جامعة عين شمس لم تكن سهلة على الإطلاق، إنما تطلبت جهدا كبيرا من الجانب النفسي لتصل إلى بر الأمان، بصرف النظر عن احتياجات الأكل والشرب والملابس والمأوى أو ما شابه.
لم تنتهه رحلة «ريهام» عند مدرج كلية التجارة بجامعة عين شمس، بل لا تزال تحتاج إلى دعم وإرادة ومجهود يضاهي ما بذلته سابقا لتصنع لنفسها حياة طبيعية من جديد، بعد أن تخلى عنها أهلها وقست عليها الشوارع.