داخل منزل متواضع بمنطقة البساتين في محافظة القاهرة، اعتادت «نفيسة» على العيش طيلة عدة عقود، مع زوجها، أنيسها وسندها في الدنيا، كونها لم ترزق بأبناء، فكان بمفرده أسرتها الصغيرة، لفذا بسبب مرضه الشديد اضطرت للانتقال إلى جواره في المستشفى، حتى فارق الحياة، ورحلت معه راحتها، إذ طردتها صاحبة المنزل من مسكنها، لتفترش الشارع دون مأوى.
نفيسة إبراهيم، 63 عامًا، كانت تعيش في منزل إيجار مع زوجها الراحل، شهد كفاحهما ورحلتهما سويا من أجل إيجاد مصدر رزق بعد كبر سنهما، إذ اعتادا أن يعيشا حياة مغلقة تمامًا، إلى أن مرض الزوج وأصيب بجلطة في المخ، لتشعر السيدة المسنة بالعجز وقلة الحيلة وتلاصقه في المستشفى، لحين رحيله، لتعاني بعد ذلك من الوحدة والتشرد.
سرقة مقتنيات «نفيسة» ومالكة المنزل تطردها منه
لم تقتصر معاناة السيدة الستينية على رحيل زوجها، إذ تفاجأت في أحد الأيام، بنهب لصوص لمقتنياتها البسيطة القديمة من مسكنها، لتطردها صاحبة المنزل لاحقا، لتجد نفسها في الشارع دون أي شيْء، لمدة شهر كامل، تناجي فيه ربها من أجل إنقاذها من ذلك المصير الذي آلت إليه، قبل أن تمتد لها يد مؤسسة «معانا» لإنقاذ إنسان.
يحكي محمود وحيد، صاحبة مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، أن «ماما نفيسة» لم تنجب أبناء، وكان زوجها هو كل عائلتها، وعندما أصيب بالجلطة اضطرت للإقامة معه في المستشفى: «هي كانت عايشة مع جوزها وحياتهم مقفولة عليهم وبيحاولوا يعيشوا على الأد، وبعد وفاته بقت وحيدة ومش عارفة تعمل أيه، خاصة إن الشقة إيجار وعليها فلوس لازم تسددها، وصاحبة البيت مكنتش عايزة تستنى».
مؤسسة «معانا» لإنقاذ إنسان تنقذ «نفيسة»
وفور عثور المؤسسة على السيدة الستينية، تم نقلها سريعا لأحد الدور وتوقيع الكشف الطبي عليها، إذ تبين إصابتها بارتفاع في السكر وضغط الدم، بالإضافة إلى معاناتها من القدم السكري وأمراض الشيخوخة، إذ تم تقديم العلاج والرعاية لها، بينما حرصت على التقرب إلى الله وشكره على مساعدتها: «هي حريصة على قراءة القرآن ودايمًا ماسكة المصحف في إيديها وحاسة بالراحة بعد ما لقت مكان مناسب ليها بدل الشارع».