| رحلة يسري والأصدقاء السبعة على الكراسي المتحركة.. صداقة تتحدى الإعاقة

داخل أحد مستشفيات العلاج الطبيعي، اجتمعت مجموعة من الشباب على كراسيهم المتحركة في صدفة غير متوقعة، سرعان ما تحولت إلى رابط قوي يجمعهم في رحلة الشفاء والتأقلم مع واقعهم.

التفاؤل والإصرار على قمة أولويات «يسري» وأصدقاؤه السبعة، يتشاركون الألم والصعوبات، وفي نفس الوقت يشجعون بعضهم على تحقيق أهدافهم وتجاوز التحديات، وتدوم صداقتهم لـ8 سنوات ويتحدوا إصابتهم بـ الشلل. 

كل منهم يشد عضد أخيه ويقدم له الدعم 

8 أشخاص مر كل منهم بظروف حياتية قد تكون مختلفة في بعض الأمور، إلا أن أوجه التشابه كبيرة وتكاد أن تكون واحدة، وكأن القدر كتب لهم اللقاء، ليشدد كل منهم عضد أخيه، ويقدم له من الخبرات والتجارب الحياتية ما حقق فيه إنجازا أو ما لم يستطع النجاح فيه، وكان سببا في تعثره حتى يتجنبه صديقه، ويقول محمد يسري أحد أفراد المجموعة خلال حديثه لـ«»: «إحنا كل واحد فينا كمل التاني في حاجة، ومن حظنا وحب ربنا لينا إنه جمعنا مع بعض». 

لم تمنعهم الإعاقة والمكان من مشاركة صديقهم فرحته  

لم تمنعهم إعاقتهم أو الجلوس على كرسي متحرك من مشاركة صديقهم محمد يسري فرحته يوم زفافه، على الرغم من اختلاف المحافظة التي يعيش فيها كل منهم، إلا أنهم قرروا رسم البسمة على وجه صديقهم في أهم ليلة في حياته «عملولي مفاجأة يوم فرحي وشاركوني فرحتي، على الرغم إن كل واحد من مكان مختلف عن التاني وحقيقي كملولي فرحتي» بحسب تعبير يسري. 

 

تعرض لحادث سيارة قبل 11 سنة  

حادث سيارة أليم، تعرض له محمد يسري صاحب الـ30 عاما، قبل 11 عاما من الآن فلم يستطيع من بعدها ممارسة حياته بشكل طبيعي، نظرا إلى إصابته بشلل نصفي استدعاه الجلوس على كرسي متحرك، إلا أنه لم ييأس، وقرر أن يكون صلبا صبورا أمام هذا البلاء الذي كان مصدر قوة وإصرار له ليتنقل بين الوظائف، راغبا في كسب لقمة العيش، وعمل كسائق في إحدى الشركات، إلا أنه واجه العديد من الصعوبات لسنوات عديدة حتى أنعم الله عليه بوظيفة مناسبة له بعيدة عن دراسته بكلية الحقوق. 

لم يتمكن اليأس منه وواجه الصعوبات 

«أنا ما وقفتش لما حصلتلي الحادثة، لكني كملت ودرست كلية الحقوق، وعملت دبلومة، وكنت ماشي في الماجيستير، وللأسف انشغلت في الشغل لغاية ما قابلت أصدقائي اللي شبهي في مستشفى علاج طبيعي» بحسب تعبيره.

لم يترك كل منهم الآخر بعدما أنهوا جلسات العلاج الطبيعي التي كانت تجمعهم فتبادلوا الأرقام، وأنشأوا «جروب» على واتس آب يحكي كل منهم تفاصيل حياته، وقطعوا عهدا على أنفسهم بالتواصل المستمر، والتجمع في أوقات الفراغ. 

«بوست» على فيسبوك تفاعل معه عدد كبير 

منشور على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» دونه محمد يسري يحكي فيه علاقته مع أصدقائه الذين يشارك كل منهم الآخر في الأفراح، ليلقي «البوست» تفاعلا كبيرا بين رواد ومستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الذين عبروا عن إعجابهم بهذه العلاقة المميزة والرابط القوي بينه وأصدقائه «كان نفسي نسافر أنا وأصحابي مع بعض، فلقيت مسابقة كل واحد بيكتب فيها قصته مع أصدقائه، وأفضل صداقة هتفوز برحلة بس خايف ليكون المكان مش مجهز لذوي الاحتياجات، وبتمنى ربنا يكرمني وأوفر لكل واحد فيهم اللي يحتاجه من كرسي متحرك متطور أو أدوات تساعدنا كلنا».