على أريكة متواضعة، ينام مستلقٍ على ظهره، يرمق بعينه من حوله بنظرة بائسة، عيناه تدوران في أرجاء الغرفة تارة، وأخرى تصبحان ثابتتين كالزجاج، الملل قاتل، خاصة حينما يصاحبه مرض ضمور المخ كالذي يعاني منه «محمد»، تمكن من جسده وأظهر به النحافة، وشل حركته تماما وأفقده قدرته على النطق، ليصبح جسدا ساكنا بداخله روح مكبوتة الحركة، تنتظر العلاج والحياة.
الطفل محمد سامح، 12 عاما، يعاني من مرض ضمور في المخ منذ مولده، أجرى أكثر من عملية جراحية في قدمه وصلت لـ6 مرات، جعلت منه طفلا معتادا على مظهر المستشفيات وغرف العمليات والعنايات المركزة، ولكن مع تقدمه في العمر ومرور السنين، أصبح علاجه عبئًا على والديه، والدواء يتكلف آلاف الجنيهات، ومن أين يأتي أهله البسطاء بتلك الأموال؟
«محمد» طفل مريض بضمور في المخ ويحتاج لعلاج ومعاش
أسماء سامح، شقيقة «محمد»، تروي لـ«»، مدى معاناة الأسرة المادية بسبب تكلفة علاج الصغير المصاب، «الدكتورة بتاعته بتكتبله روشتة سعرها حوالي 6 آلاف جنيه، ده غير إنه ليه جلسة علاج طبيعي كل يوم، عشان عضلاته يحصل فيها انبساط، ولا قدر الله ميحصلش تيبس أو تشد عليه جامد، لأنه بيحس بيها ويفضل يعيط، طب نجيب منين؟».
يعمل والد «محمد» سائق، ورزقه بسيط بالكاد يصرف على طعام وشراب الأسرة، أما تكاليف العلاج الباهظة والمستمرة فلا بد لها من مساعدة، «إحنا 4 إخوات أنا أكبرهم ومحمد آخر العنقود، ووالدي متكفل بيه في كل حاجة بس غصب عنه العلاج غالي عليه ومش قادر يجيبه».
لأكثر من مرة حاولت الأسرة أن تحصل على معاش ذوي إعاقة للطفل، ولكن في كل مرة تتعطل الأوراق، ولا تتم الإجراءات وتعاد الكرة مرات ومرات، ولكن دون نتيجة، «صرف معاش محمد أمر ضروري لينا، هو له حق كشخص مولود بإعاقة إنه يكون له معاش».