منذ نعومه أظافره وهو بارع في لوحات الكهرباء الموجودة بالمنازل، لذا قرر أن يعمل مساعدا لكهربائي ليتعلم ما يحبه، حتى تكونت عنده رغبات وأحلام بأن يصبح مهندسًا للكهرباء في يومِ ما، فظروف معيشته المادية جعلته بطلًا في نظر أهله، كونه يعمل خلال دراسته وإجازاته، ليتحمل نفقات مصاريفه الجامعية.
طاهر اسماعيل، البالغ من العمر 20 عاما، من مواليد قرية صفط الشرقية التابعة لمركز الواسطى بمحافظة بني سويف، حبه في الكهرباء جعله يقرر الالتحاق بشعبة العلمي رياضة عند بلوغه لمرحلة الثانوية العامة، لاستغلال موهبته الكهربائية في دراسته ليربط بينهما ليصبح بارعًا في مجال الهندسة، ولكن لم يحالفه التوفيق بأن يحصل على مجموع في الثانوية العامة ليلتحق بجامعة حكومية، حيث حصل على 88%، ولكن أكبر أشقائه كان بالنسبة له الداعم الأكبر لدخوله إحدى الكليات الخاصة، لأنه يرى أن شقيقه الاصغر على مستوى عال من الذكاء في مجال الهندسة والكهرباء.
يعمل ليلًا ونهارًا لتوفير مصاريف الجامعة
«مصاريف الكلية 46 ألف جنيه، بشتغل وبوفر اللي بقدر عليه، وأخويا الكبير بيساعدني في الباقي»، حسبما قال «طاهر» لـ «»، مشيرًا إلى إحدى المراحل الصعبة في حياته بعدما أتمم امتحانات الثانوية العامة، حيث مكث في عمل دءوب ليلًا ونهارًا من أجل توفير أي مبلغ مالي يعينه على تحقيق حلمه، ليصبح مهندسًا، خاصةً أن والده موظف حكومي بالأوقاف وراتبه لا يستحمل على مصروفات جامعة خاصة، فلم يقدر الشاب على تجميع إلا 7 آلاف جنيه، ولكن أخيه لم يتخلى عنه ودفع له بقية المبلغ المطلوب.
عشق «طاهر» للكهرباء منذ الصغر، جعله يبذل قصارى جهده ليفهم ما يتعلق بهذه المهنة، لذا أصبح على قدر عال من الخبرة، ما أهله للتقديم في إحدى الشركات التي أجرت له اختبارًا، فاجتازه الشاب العشريني وتم قبوله ليعمل «صنايعي كهربا»، وهو لم يبلغ من العمر 17 عاما، قائلًا: «معظم الشغل اللي بشتغله بيكون تابع لشركات كهربا كبيرة، عشان أنا حابب اتعلم في مجالي كل حاجة، نظري في كليتي وعملي في شغلي».
حلم حياته أن يصبح مهندسا
كل ما يتمناه هو أن يعمل في شركة «مالتي ناشونال»، ثم يكون صاحب شركة كهرباء، فيقول طاهر: «بإذن الله هقدر أساعد الناس وبالذات الطلبة المكافحة اللي بتحب تشتغل، عشان أنا ناس كتير ساعدتني».
يعمل طاهر من 8 مساء حتى 7 صباحا، نحو 11 ساعة عمل متواصل في إحدى شركات الكهرباء.
يقسم طاهر يومه بين دراسته بين دراسته وعمله، حيث يقضي 7 ساعات بالجامعة، ويمكث في عمله ما يزيد عن ساعات عشر ليبقى لديه وقت قصير لراحة جسده، «بقضي يومين أجازتي في المذاكرة واللي بيتبقى بذاكره في المواصلات»
«أبويا وأمي وعيلتي فخورين بيا، بس أنا حاسس إني لسا معملتش حاجة»، مؤكدًا على أماله وأحلامه ليكن صاحب شركة كهرباء في يوم ما، لذا يسعى دائمًا بالاشتراك في المنظمات الطلابية؛ لخلق علاقات على نطاق أوسع، ورفع درجة الوعي عنده.