قالت الإعلامية قصواء الخلالي إن الفهم الحقيقي للممارسة الإنسانية والسلوكيات هي من تصنع العادات والتقاليد العامة، لافتةً إلى أنه في كتاب «مقدمه في علم الاجتماع»، الذي صدر عام 2012، تم الحديث فيه عن طفل هرب من منزله بعدما تعرض للكثير من المضايقات من صديق والدته، وعاش في الشارع مع الكلاب.
متغيرات سقوط الاتحاد السوفيتي
وأضافت «الخلالي»، خلال تقديمها لبرنامجها «في المساء مع قصواء»، المذاع على فضائية «CBC»، أنه وفي روسيا خلال مرحلة التسعينيات حدثت الكثير من المتغيرات الكبرى جراء سقوط الاتحاد السوفيتي، ما أدى بدوره إلى حدوث تأثرات اقتصادية سلبية على الشعوب في الاتحاد، مضيفةً: «كان فيه أسر كتير عندها خلل في الانفاق والتعامل مع أطفالهم جراء المشاكل الاقتصادية، ما أدى لتشريد الكثير من الأطفال».
وأوضحت أن الطفل إيفان ميشيكوف هو طفل احتضنته الكلاب في شوارع موسكو قارصة البرودة، بعدما هرب من منزل والدته خوفًا من زوجها حتى لا يؤذيه، ومع مرور الأيام أصبح الطفل زعيمًا للكلاب، وعبّرت: «الكلام ده في فترة التسعينيات، وكان عنده 5 سنين ومقيم مع والدته بمنطقة قريبة من موسكو، وتعرض لبعض الإيذاء من صديق والدته، وكانت والدته بتشرب الكحوليات، وهرب للشارع وقرر أن يعيش تلك الحياة الصعبة في شوارع موسكو الباردة».
ولفتت إلى أن الكلاب احتوت الطفل الصغير وخفت حدة شراستها ضده رويدًا رويدًا، حتى أصبح الطفل صديقًا لها وينام أعلى فروها كي يشعر بالدفء، وكان يلهو معها كل صباح حتى انقطع تماما عن التعامل مع البشر ونسى اللغة الروسية وكيفية التعامل مع المواطنين، وعلقت: «بدأ في فهم ما يقصده الكلاب في نباحههم، ونسي التعامل مع البشر واعتاد على الحياة وسط الكلاب».
وأكدت أنه وفي أعقاب ذلك، انتبه الناس لأن الطفل بدأ في النباح مثله مثل الكلاب، وأصبح فاقدا للغة الروسية، وبات سلوكه تجاه الناس عدائيا، وبدأت الشرطة تنتبه لهذا وعندما سعوا إلى جلب الطفل من براثن الكلاب تعرضوا لشراسة الكلاب وقامت الكلاب بتهريب الطفل من أيدي رجال الشرطة، حتى إنهم فشلوا في اصطحاب الطفل معهم في النهاية.
وبحسب «قصواء» لم تتوقف مجهودات رجال الشرطة عند هذا الحد، بل نصبوا فخًا للطفل من أجل اصطياده بعيدًا عن الكلاب، وهو ما تم بالفعل، حيث جرى وضع الطفل في إحدى دور رعاية الأطفال في روسيا، في حين بدأت الكلاب في البحث عن الطفل عبر تقفي أثره، وعثرت عليه في النهاية في مركز رعاية الأطفال وبدأت بالنباح.
وأشارت إلى أنه عندما نظر إليهم الطفل من إحدى نوافذ الدار، لم تتوقف الكلاب عن النباح من أجل الوصول إلى صاحبها، حتى اعتبرها قوات الشرطة كلابًا شرسة وقتلوها جميعًا، مضيفةً: «هنا انهار الطفل، ودخل في حالة نفسية سيئة لمدة سنوات، وفي أعقاب ذلك خرج للحياة العامة ممتنا لاحتوائه، ولكنه حزين على الكلاب التي قضى معها وقتا إنسانيا طويلا».
وتابعت: «إيفان دلوقتي بقى واحد من المهندسين، ويقضي حياة طيبة، وقصته انتشرت بعدما كبر، وكُتبت عنه أكثر من قصة، منها مسرحية أسترالية باسم طفل الكلب».