في أحد شوارع مسجد السيدة عائشة، يتجول «عم محمد»، الرجل السبعيني حاملا في يديه غلاية الشاي، وإناء به بعض الأكواب الكرتونية، مرتديا الشال الصوف وملابسه الصعيدية، يبيع المشروب الساخن، على أمل أن يساعده في توفير قوت يومه من أجل الإنفاق على أسرته.
محمد يوسف، صاحب الـ73 عاما، من مواليد محافظة الفيوم، يروي في حديثه لـ«» أنه دلف إلى القاهرة برفقة أسرته للبحث عن مصدر زرق وحينها كان عمره 16 عاما: «أبويا من الفيوم وجينا القاهرة هنا عشان نشوف مصدر زرق وهو مكنش عنده ولا أراضي ولا حاجة ووقتها كان عندي 16 سنة».
الظروف المادية تتحكم في «عم محمد»
يعيش «عم محمد» مع أسرته في منزل صغير ولديه 9 أولاد: «خمس بنات وأربع صبيان»، متابعا: «البنات كلهم متجوزين وعندي 3 ولاد متجوزين، لكن لسه فاضل أصغر واحد»، لافتا إلى أنهم لم يستكملوا تعليمهم نتيجة ظروفهم المادية الصعبة: «عيالي مكملوش تعليم عشان ظروفنا الصعبة، وكنت كل اللي بشتغل بيه باصرفه على البيت، وكان نفسي عيالي يتعلموا وميكونوش زيي مش متعلمين».
رحلة «عم محمد» مع بيع الشاي
منذ 50 عاما يبيع الرجل السبعيني الشاي، وهذه هي المهنة الأولى التي لجأ إليها منذ شبابه: «أنا قاعد في ميدان السيدة عائشة ليا 50 سنة وأنا ببيع الشاي، في الأول كنت شغال في قهوة هنا، وبعدين لما اتهدت بقيت أنا بلف بالشاي وأبيعه».
وعلى الرغم من كبر سنه وكثرة الصعوبات التي واجهها «عم محمد»، إلا أنه مازال يعافر من أجل الحياة: «باجي كل يوم هنا من الساعة 6 الصبح لغاية بعد المغرب وأنا بلف».
الرضا بالمهنة
لم يكن «عم محمد» بالرجل الناقم علي مهنته، فهي رغم صعوبتها إلا أنها «ونيسة وصادقة» وهي الوحيدة التي مارسها منذ شبابه، واكتسب منها الصبر والتعرف على الكثير من الزبائن، مختتما حديثه قائلا: «نفسي في عمرة ومش عاوز حاجة تاني».