| «عم ياسر» رسام يعرض لوحاته في الشارع لينفق على علاج زوجته: غاوي رسم من صغري

توالت السنون وشابت الرؤوس واللحى، وظل «عم ياسر» باقيًا على حبه للرسم، ما جعله يقف الآن وهو في العقد السابع من عمره على رصيف أحد شوارع حي المعادي بمحافظة القاهرة، يعرض جمال المناظر الطبيعية وهي متجسدة على لوحاته، مستمتعًا ومكتفيًا بنظرات الإعجاب والتقدير التي يجدها في عيون كل المارين عليه.

حب منذ الطفولة

«ده عشرة طويلة وحب منذ الصغر».. كلمات قليلة هادئة خرجت على لسان ياسر عبدالحميد، صاحب الـ69 عامًا، خلال حديثه لـ«»، موضحًا أن علاقته بالرسم بدأت منذ طفولته حيث السنوات الأولى من عمره، واستمرت طوال كل تلك العقود، حتى أصبح الآن وهو في نهاية أعتاب العقد السابع من عمره، لا يجد ملاذًا أفضل من الرسم يهرب إليه من دوشة الحياة التي لا تتناسب مع سنه.

«عم ياسر»، ابن محافظة الشرقية، والذي يعيش الآن مع أسرته بالقاهرة، يجد كل متعته في رسم المناظر الطبيعية بدءً من السماء ونجومها ولونها الصافي الجميل، مرورًا بالبحار وما بها من هدوء وعنفوان، وصولًا إلى الزروع بها الخضراء المشبعة: «مبحبش أرسم بورتريه، شغلي كله مناظر طبيعية.. شكل السماء والنجوم والبحر بيخليني أرسم لوحدي»، فضلا عن إتقانه الرسم بالالزيتية والفحم والرصاص، إلى جانب أخرى يحدد هو مكوناتها ونسبها، حسب قوله.

«عم ياسر»: الناس بتديني أكتر من حقي

«عندي محل صغير بس بحب أطلع أعرض اللوحات بتاعتي في الشارع»، وفقًا لـ«عم ياسر»، الذي له من الأبناء أربعة، جميعهم متزوجون، لذلك يعيش الآن رفقة زوجته المريضة يستند على معاشه الشهري وموهبته في الرسم كي يتمكن من إعالتها والتكفل بعلاجها، حيث أنها أُصيبت في وقت سابق بسرطان في المثانة، إلى جانب التهابات الأعصاب ومرضي الضغط والسكري: «الناس بيدوني أكتر من حقي في الكلام والإشادة بشغلي، حتي في الفلوس دايمًا بيسيبوا بزيادة لما الرسمة تعجبهم».