| «عيب بصري» حرمه من كرة القدم فاحترف الرسم.. «عراقي» يبدع بلوحات فنية «صور»

قد يحرمك العالم من حلمك، دون أن تقوم بأي فعل تلام عليه، أو يصدر منك تصرف يكشف لك قبل أن يكشف لمن حولك مدى تقصيرك تجاه هذا الحلم، لكن العالم ذاته لا يستطيع أن يسلب منك الإرادة، ولا يمكن أن يقف عائقًا في طريق محاولاتك المستمرة، حتى يعترف في النهاية بكل تلك المحاولات.. وهذا ما حدث مع الرسام العراقي مصطفى أنور حسن، الذي حرمه عيب في النظر «حول»، من حلم احتراف كرة القدم، لكنه لم يستطع أن يمنعه من احتراف الرسم وأن يحقق به إبداعًا من نوع خاص اعترف به العالم وكل من شاهده.

مصطفى أنور حسن، من مواليد 1992، ومن مدينة «طوز خورماتو» شمال شرق العراق، وتخرج من إدارة المخازن بالمعهد التقني، قبل أن يلتحق بكلية الفنون الجميلة بالعراق، التي يدرس بقسم النحت بها حاليا، وفي نفس الوقت يمارس عمله كرسام محترف.

حارس مرمى

«أنا كنت حارس مرمى ممتاز».. بهذه الكلمات بدأ «مصطفى» حكايته، في حديثه مع «»، موضحًا أنه لعب لصالح عدد من الأندية المحلية بمدينته، وحينها كانت بداخله أحلام كثيرة، تتمحور جميعها حول الأندية الكبيرة التي سيلعب لها مستقبلا وتمثيله للمنتخب العراقي بكل البطولات الدولية المختلفة، قبل أن يحرمه «حول» بنظره من كل تلك الأحلام، ليعلق: «الحول جعلني غير مرغوبا به في عالم كرة القدم، بعدما ظهر بشكل واضح، قبل 12 عامًا من الآن، لكن ماذا أفعل؟ هذا هو القدر، بالتأكيد في طياته الخير».

وقت فراغ مخيف

حينها تسبب هذا الرفض للطفل العراقي في انزعاج شديد، حسبما وصف حالته خلال هذه الفترة، لكن إيمانه باختيارات القدر له، جعلته يصوب اهتماماته نحو مجال آخر، قائلًا: «عندما أصبح حلمي في كرة القدم معدوم، كنت منزعجًا من نفسي، كوني غير مؤثر بمجتمعي وغير معروف، إضافة إلى وقت الفراغ الكبير، الذي شعرت به».

وقت الفراغ هذا أصاب «مصطفى» بخوف شديد، من أن يقوده نحو طريق أعمال غير صالحة وضارة له ولمجتمعه، حتى وجد في الرسم ضالته، مؤكدًا: «جربت الرسم، وأنا لا أعلم إني امتلك هذه الموهبة بالأساس، لكن مع التجربة وجدت في نفسي القابلية التي تمكني من إنتاج شيء فني جميل».

حلم الفنان المؤثر

فتوجه الشاب العشريني، نحو هذا الرسم، وفي ظرف مدة قصيرة، وصل إلى مستوى احترافي كبير به، وأصبح رسام يملك أسلوبه الخاص، يعرف جمهوره أعماله الفنية، حتى دون أن يضع عليها توقيعه، وفق ما يرويه الرسام العراقي،

وكشف في نهاية حديثه مع «»، عن حلمه، المتمثل في أن يصبح مستقبلًا فنان مؤثر في كل العالم العربي، ونموذج يدفع الشباب نحو السعي وراء تحقيق أحلامهم، مهما وقفت أمامهم من معوقات وظروف معاكسة.