أسطوانات أكسجين من مبادرة سوهاج
منذ تفشي جائحة فيروس كورونا على مستوى العالم، وتسببه في حصد ملايين الأرواح والإصابات، ظهرت العديد من المبادرات الشبابية في محاولة للتصدي للعدوى، ومساعدة المصابين والمتأثرين من «كوفيد 19» ماديًا، ومعنويًا، وتوفير الأجهزة الطبية اللازمة لهم، والمتطلبات اليومية للمعزولين منهم في بيوتهم.
ومع احتفال العالم بـ«اليوم الدولي للشباب» الموافق الخميس 12 أغسطس، تسلط «» على بعض النماذج الشبابية التي قدمت مبادرات مساعدة للمتضررين من فيروس كورونا.
وقفة شباب مصر بإيطاليا بجانب مدينتهم بالمنوفية
على الرغم من تواجد تامر المحروقي، صاحب الـ29 عامًا، في إيطاليا منذ نحو 15 عامًا، لعمله في مجال المعمار هناك، إلا أنه لم يغفل عن مساعدة أهل بلده بمركز تلا بالمنوفية، خلال ذروة تفشي «كوفيد 19»؛ إذ دشن «جروب خاص» مع عدد من زملائه وأصدقائه من المتواجدين معه في روما؛ لتجميع مبالغ مالية، وشراء أسطوانات أكسجين، وهو ما لاقى استجابة من الآخرين معه.
600 أسطوانة أكسجين وأجهزة طبية ضمن حصيلة المبادرة
ونجح «المحروقي» بمساعدة من معه في شراء عدد من أسطوانات وصولوا إلى 600، وأجهزة قياس الأكسجين، و«فلوميتر»، وبعض المسلتزمات الطبية اللازمة لمصابي كورونا، فضلا عن مساعدة المستشفى في توفير الأكسجين السائل والأجهزة البسيطة، ما ساعد في علاج ما يقرب من 3 آلاف حالة مصاب بكورونا من المعزولين بالمنازل، وذلك على مستوى مركز «تلا» والـ44 قرية التابعة له: «بالنسبالي كان الحلو إن كله اتجمع تحت عمل خيري وهدف واحد».
مساعدة شباب مبادرة «تلا» للمستشفى المركزي
وخصص الشباب مع «المحروقي» مندوبًا في كل قرية، مسؤولا عن توفير الأجهزة والأسطوانات للمحتاجين والمصابين من الأهالي، فضلا عن فتح قناة تواصل بين الشباب ومدير مستشفى مركز «تلا»؛ للمساعدة في التكفل بالحالات المصابة في المستشفى، التي يمكن علاجها بالمنزل، لاستقبال بدلا منها الحالات الخطرة، التي تحتاج للرعاية داخل المستشفى، ما ساعد على تقليل نسبة الإصابات والوفيات في المركز.
أهالي قرية إدفا بسوهاج «إيد واحدة» ضد كورونا
وفي إبريل الماضي، تفشى فيروس كورونا بدرجة مخيفة في سوهاج، وأصاب أعدادًا كبيرة من مواطنيها، ما جعل شباب مراكز وقرى المحافظة تلجأ إلى المبادرات الخاصة؛ للتصدى لعدوى الفيروس، كان من بينهم ياسر وحيد، أحد سكان قرية إدفا، الذي عزم على توفير أنابيب الأكسجين، وجهاز قياس نسبته في الدم إلى أهالي قريته، فضلا عن الكمامات والمستلزمات الطبية اللازمة، بمساعدة من شباب القرية، والجهود الذاتية لهم في جمع التبرعات.
وببداية المبادرة نجح الشباب في توفير 6 أسطوانات أكسجين، ثمن الواحدة 2250 جنيها، غير 350 أخرى ثمن للمنظم، وجهاز قياس نسبته بالجسم، موفرين بالكامل لمصابي قرية «إدفا» بالمجان.
ومع الوقت وصل عدد الأنابيب إلى 10 أسطوانات، كما ساعد «ياسر» برفقة الشباب معه، في تطهير المنازل والبيوت، مرتديًا زي التعقيم، فضلا عن نقل الوفيات بكورونا بواسطة سيارة خصصوها لذلك.
وجبات صحية مجانًا للمعزولين بالمنازل في الإسكندرية
أما حسن محروس، صاحب الـ26 عامًا، كان عضوًا في إحدى المبادرات التي تساعد في توصيل الأكل الصحي لمصابي كورونا المعزولين بالمنازل مجانًا؛ إذ توقف عمل الشاب الإسكندراني في مجال السياحة بجنوب سيناء، فعاد لـ«عروس البحر المتوسط» مجددًا، وشارك في المبادرة مستخدمًا الدراجة النارية الخاصة به «سكوتر» في توصيل الوجبات.
فريق المبادرة قسم العمل إلى أشخاص تشتري خامات الأكل، وآخرون مسؤولون عن الطهي بطريقة صحية «كله مسلوق»، وفريق خاص بتوصيل الوجبات إلى المنازل، من بينهم «حسن»؛ إذ يسجل المصابين معهم في المبادرة بعناوين منازلهم، ويوصل صاحب الـ26 عامًا الوجبات إلى المنازل: «كنت بوصل لأكتر من 25 حالة يوميا»، متبعًا للإجراءات الاحترازية في أثناء ذلك، ويتركها أمام باب الشقة أو المنزل، ويتصل على المعزول بداخله ليخرج ويتلقاه، مضيفًا أنها كانت مغلفة، والأكياس معقمة من الخارج.