ما يقرب من 20 عامًا، عاشهم كريم محمد مصطفى، 23 عامًا، مشردًا في الشوارع، ينام على الأرصفة، لا يجد سقفًا يستظل تحته من حرارة الصيف اللاسعة، أو برودة الشتاء القارس، لم يجد لنفسه ونيسًا سوى موهبته الإلهية، بصوته العذب وإحساسه التلقائي، فصار يغني في الشوارع لنفسه وللمارة، لم يطلب من أحد شيئا سوى كلمة طيبة تشجعه وتعينه.
معاناة «كريم» في طفولته
تربى «كريم» وحيدًا في الشارع، بعد أن ترك دار رعاية الأطفال بالجيزة منذ كان عمره 6 سنوات، هاربًا من الوحدة التي عاشها رغم وجود زملائه حوله، حسبما ذكر في حديثه مع «»: «كل الأطفال كان بيجيلها زيارات وتبرعات وأنا لأ»، فلم يجد حلًا سوى الهروب من ذلك المكان.
كانت أولى المناطق التي استقرت فيها قدم «كريم» بعد الهروب من الدار هى منطقة السيدة زينب، وأقام وسط مجموعة من المتشردين لم يسترح وسطهم: «كانوا بيشربوا مخدرات ويتعاطوا برشام»، ما جعل الطفل آنذاك يهرب مجددًا لمكان بعيد عنهم.
«كريم» تعلم القراءة والكتابة وحده
وتعلم الشاب العشريني المقيم في منطقة الجيارة بمصر القديمة، القراءة والكتابة وحده: «كنت بجمع الحروف جنب بعضها بعد ما حفظت كل واحد»، مضيفًا أنه في إحدى المرات خلال مروره من أمام صيدلية، سمعه مساعد الصيدلي وهو يغني، وقرر مساعدته بنشر مقاطع له على مواقع التواصل الاجتماعي، أملا في أن ينظر أحدهم إلى موهبته التي أضاعها التشرد في الشوارع.
أمنية المطرب المشرد
ليس لدى «كريم» أي أحلام أو مطالب، سوى أن يستمع الناس لموهبته، ويستطيع استغلالها وتنميتها، ويصبح أحد نجوم الوسط الغنائي: «ماليش أي أحلام غير إن الناس تسمعني»، وأن يقضي باقي عمره وهو يغني، ويعيش من موهبته التي أنعم الله عليه بها، ولاحظها عليه كل من حوله منذ صغره.