كعادته كل يوم خرج عبدالحميد الأيوبي، من عمله كموظف في مجلس المدينة الباجور بمحافظة المنوفية، متجها إلى عمله الثاني كسائق توك توك لمساعدته في الإنفاق على أسرته المكونة من 4 أبناء وزوجته، وأثناء قيادته لـ التوك توك لاحظ وجود حقيبة تركتها إحدى زبائنه.
لم يتردد «عبدالحميد»، 49 عاما، في فتح الحقيبة ومعرفة ما بداخلها، فوجد ملابس أطفال وبينها حقيبة صغيرة بها مصوغات ذهبية وأموال، فقرر أن يلجأ إلى أحد أصدقائه لكتابة منشور على موقع فيس بوك للبحث عن هذه السيدة التي يعرفها شكلا، لكنه لا يعرف اسمها ولا عنوان منزلها.
يحكي «عبدالحميد» لـ«»، أن الذهب والأموال مازالا معه وحتى الآن لم يعثر على السيدة التي نسيتها بالتوك توك الخاص به: «أنا مش عارف اسمها بس عارف شكلها ولو شفتها هعرفها على طول، وأسلمها حاجتها، حد الله بيني وبين الحرام، أنا مقبلش على عيالي لقمة حرام».
لم تكن المرة الأولى التي يعثر فيها «عبدالحميد» على أغراض مهمة نسيها زبائنه، فمنذ نحو عامين عثر على حقيبة في الشارع بها 53 ألف جنيه، ظن في البداية أنها «شنطة فارغة» ملقاة على جانب الطريق وبعد أن فتحها اكتشف أن بها مبلغ مالي ضخم لم يقدر على عده: «لقيت شنطة شكلها حلو على جنب قلت أخدها لابني يحط فيها حاجة المدرسة، وفاكر إن فيها ورق أو حاجة مش مهمة، لقيت فيها فلوس، روحت البيت عدتها وخليت واحد صاحبي كتب على الفيس بوك ودورنا على صاحبها طلعت واحدة ست عندها يتامى ورجعت لها فلوسها مش ناقصة جنيه واحد».
يؤمن «عبدالحميد» بأن المال الحلال مهما كان قليلا فيه بركة وخير: «أنا شغال الصبح وبالليل عشان أكفي مصاريف ولادي، بنتي الكبيرة متجوزة والثانية مخطوبة، والإتنين التانيين في أولى إعدادي ورابعة ابتدائي، بلف طول الليل بالتوك توك عشان أجيب لقمتي بالحلال».
مازال الذهب والأموال الذي عثر عليه «عبدالحميد»، يوم الخميس الماضي، في منزله مناشدا صاحبته بالذهاب إليه واستلامه: «الحاجة في بيتي في الحفظ والصون، ولو أعرف طريقها كنت رحت لها».