شهدت محكمة جنايات الجيزة، اليوم الأربعاء، أولى جلسات محاكمة المتهمين بقتل الإعلامية شيماء جمال، وهما زوج المجني عليها أيمن عبدالتواب وصديقه حسين محمد إبراهيم، وظهر الزوج من داخل قفص الاتهام الحديدي بلحية كثيفة مهذبة وشعر مُصفف ونظارة طبية، كما كان مرتديًا ملابس بيضاء منمقة وهي المخصصة للحبس الاحتياطي، ومن ثم وقف أمام القاضي بهدوء لافت ليؤكد ارتكابه للجريمة قائلًا: «أيوه قتلتها، بس مخططش للجريمة».
المتهم بقتل الإعلامية شيماء جمال يعترف بارتكابه الجريمة
وعلَّق الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، خلال حديثه لـ«»، على مشهد ظهور المتهم أيمن عبد التواب بهدوء شديد للإدلاء بأقواله أمام هيئة محكمة جنايات الجيزة في التهمة المنسوبة إليه وهي قتل زوجته الإعلامية شيماء جمال، موضحًا أن جرائم القتل هي من أصعب الجرائم التي يمكن ارتكابها، ولذلك فهي دائمًا ما يكون لها أبعاد نفسية وسلوكية، وبعض الدوافع مثل الضغط العصبي والانتقام.
استشاري نفسي يوضح سر هدوء القاتل أمام هيئة المحكمة
وأضاف «هندي» أن القاتل بعد تنفيذ جريمته المدفوعة بالانتقام أو الضغط العصبي يهدأ تمامًا وقد يُصاب بتبلد المشاعر، كما أنه بعد فترة يصبح في حالة اتزان ذهني وهدوء محاولًا التفكير في طريقة يهرب منها من حبل المشنقة، مشيرا إلى أن المتهم أيمن عبد التواب، وبحكم عمله السابق كقاضي، فهو يعلم ذلك تمامًا ويعلم ما الخطوط التي يمكن أن يسير عليها لتعزيز موقفه أمام الرأي العام وهيئة المحكمة: «ظهر بشكل مهندم ولائق تمامًا علشان يوحي للرأي العام ولهيئة المحكمة انعدام سوء النية في ارتكاب الجريمة وأنه مش مجرم بالفطرة ولكنه إنسان طبيعي وارتكب جريمته في لحظة غضب».
ودعَّم استشاري الصحة النفسية رأيه بكلام المتهم أمام هيئة المحكمة حينما قال: «أيوه قتلتها، بس مخططش للجريمة»، إذ اعتبر أن ظهوره بهذه الهيئة المهندمة هي محاولة منه لمغازلة أفئدة الرأي العام والقضاة من أمامه: «كان في كلام انتشر أنه قتل مراته لما هددته بفضح جرائمه وتجاوزاته للقانون اللي محدش يعرف عنها حاجة.. لو ثبت أنه ارتكب الجرائم دي فعلا، فده دليل أكيد على أنه شخصية سيكوباتية»، موضحًا أن الشخص السيكوباتي هو ذاك الذي يرتكب الكثير من الأفعال الآثمة والخاطئة ومع ذلك يظهر للناس من حوله في ثوب الحَمل الوديع والشخص الكامل الذي لا يُخطئ.