منذ نعومة أظافره اختاره الله ليكون من ذوي الاحتياجات الخاصة، اكتشفت والدته أنه كفيف بعد 4 أشهر من ولادته، وتسود الدنيا أمامها، إذ وُلد قرة عينيها بإعاقة في بصره، فرحتها الأولى انكسرت بعض الشىء، لتقرر عدم الإنجاب مرة أخرى، خوفا من أن يتكرر الأمر نفسه، اكتفت بولد كفيف، لكنه صار سر سعادتها وفخرها في الحياة، وتتمنى لو أنجبت مثله أكثر من ولد.
فقد البصر ولكنه لم يفقد البصيرة، ليمن الله عليه بموهبة حفظ القرآن الكريم قبل أن يتجاوز عمر الـ6 سنوات، «أما عرفت أنه كفيف حبيت أعوض دا بالاتجاه الى القرآن وحفظه، وعلشان أنسى الزعل والضيق شوية»، حسبما روت شيماء محمد، والدة الطفل محمد عبدالله.
في عمر الـ3 سنوات، بدأ محمد بسماع القرآن الكريم وترديده، متابعة: «لما ماما كانت بتصلي يقعد جنبها ويردد السور اللي بتصلي بيها»، بالإضافة إلى جلوسه بجانب إذاعة القرآن الكريم ويردد أسماء الله الحسنى والسور التي يسمعها، حينما شاهدت والدته موهبته في السماع والتلقين قررت أن تسانده لكي يبدأ الحفظ.
محاولات باءت بالفشل
بدأت والدة محمد البحث عن أحد المشايخ لكي يتابع معه حفظ القرآن، لكن محاولاتها باءت بالفشل، وذلك لرفضهم بسبب أنه كفيف ولصغر سنه، فقررت جدته التفرغ له تمامًا ومتابعته في حفظ القرآن، أتم محمد حفظ القرآن الكريم كاملا قبل أن يلتحق بالمدرسة، وهو في عمر خمس سنوات ونصف السنة.
«محمد» يلتحق بمعهد القراءات
صاحب الـ10 سنوات التحق بمدرسة النور للمكفوفين بالإسكندرية، ليتفوق على زملائه في جميع مراحله التعليمية بحصوله على المركز الأول كل عام، لم يقتصر محمد على الحفظ فقط ولكنه اتجه للقراءات والتجويد، لذلك اجتاز امتحان الأزهر في القرآن والتحق بمعهد القراءات، ليصبح في السنة الثانية تجويد.
جوائز في مسابقات القراءة والتجويد
ابن الإسكندرية حصد المركز الأول على المبصرين في تحدي القراءة العربية على مستوى محافظته لعامين متتالين، كما أنه حصل على العديد من الجوائز في مسابقات القراءة والتجويد على مستوى محافظتي القاهرة والإسكندرية، وغيرها على مستوى الجمهورية.
7 قراءات تمكن محمد من إجادتها، ومازال مستمرًا حتى يصل إلى 10، حلمه أن يلتحق بكلية العلوم للقراءات، وأن يصبح عميدًا لها، ومثله الأعلى شيخ الأزهر، كما يتمنى أن يصبح في نفس مكانته فيما بعد.