الزمان 12 من نوفمبر عام 2005، المكان ستاد القاهرة الدولي، مباراة النادي الأهلي أمام النجم الساحلي في إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا، ساعة الملعب تشير إلى الدقيقة 50 و29 ثانية، ينطلق لاعب من الجهة اليسرى يرفع رأسه في نظرة ثاقبة نحو منطقة الجزاء ثم يرسل عرضية سحرية على رأس مهاجم الأهلي آنذاك أسامة حسني، تمريرة حريرية بمثابة هدية يتمناها أي مهاجم، فما كان منه إلا أن حولها برأسه معلنًا الهدف الثاني للأهلي في شباك الفريق التونسي، الجمهور فرح وصفق، ونادى باسم لاعب، ولكن تلك المرة لم يكن أسامة حسني صاحب الهدف ولكن السهم الثاقب الذي أرسل الكرة العرضية من بقدمه اليسرى السحرية، ومن غيره.. محمد عبد الوهاب.
اليوم الثلاثاء 31 أغسطس 2021، تحل الذكرى الـ15 لرحيل محمد عبد الوهاب، ظهير أيسر النادي الأهلي، ومنتخب مصر السابق، الذي فارق محبيه في ريعان شبابه بعد تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة في إحدى تدريبات الأهلي الصباحية على ستاد مختار التتش، تاركًا خلفه ذكريات لا تنسى، وحزن في القلب يظهر على الملامح كلما ذكر اسمه أو حلت ذكراه.
حكاية أغنية بصوت محمد عبدالوهاب في اعتزال سيد عبد الحفيظ
«موسيقار الملاعب»، لقب حصل عليه اللاعب محمد عبد الوهاب، ليس فقط لتشابه اسمه مع اسم الموسيقار الكبير الراحل، ولكن لأنه أيضًا كان عذب الصوت، حسه رقيق يطرب الآذان، لطالما سمعه زملاؤه في الفريق وأثنوا عليه، حتى ظهر بنفسه وهو يغني ويعرض مهاراته الصوتية قبل وفاته بأيام.
في وقت اعتزال سيد عبد الحفيظ مدير الكرة الحالي بالنادي الأهلي، قرر لاعبوا الأهلي أن يودعوه في الملاعب بأغنية منهم، شاركم فيها أكثر من لاعب من نجوم المارد الأحمر، منهم شادي محمد وإسلام الشاطر ووائل رياض شيتوس وأمير عبدالحميد، ولم يجدوا بينهم مغنيًا أفضل من زميلهم «عبدالوهاب» الذي طرح الكليب بصوته، تحت مسمى «الأهلي بيعلم» من ألحان محمد الصاوي، وكلمات ياسر نور.
قبل وفاة «عبدالوهاب» بيوم كتب تلك الجملة «لا تبكي نفسي على شيء قد ذهب ونفسي التي تملك كل شيء ذاهبة»، جملة وضعها على ورقة وعلقها في غرفة خلع الملابس في النادي الأهلي، وقال لزملائه في الفريق، إنه يشعر أن نهايته اقتربت وأنها ستكون مثل صديقه الشاب أحمد وحيد، والذي توفي قبل أيام من وفاته، وقد كان، وكأن قلبه كان يشعر بما سيحدث.