فتاه عشرينية طموحة متميزة تفكر خارج الصندوق دائما، شغل تفكيرها كثيرا أطفال قريتها الذين ابتعدوا عن التعليم في ظل جائحة كورونا، لذلك قدمت عملا فريدا من نوعه على المجتمع الريفي، حتى تتمكن من إخراج جيل متمكن من القراءة والكتابة والتطور، من خلال دراستها كباحثة دراسات عليا في كلية التربية جامعة الزقازيق.
رحاب عمر الطحاوي صاحبة الـ22 عاما، رأت في ظل أزمة كورونا ابتعاد الأطفال عن التعليم والمعلمين، خاصة أن الأسر يعاني أغلبهم من الأمية، فكان ذلك البذرة التي نمت في عقل الفتاة، لتفكر في خلق بيئة تعليمية ومجتمعية أفضل، قائلة: «الأطفال هم الفئة الوحيدة اللي كانت بتحارب آثار كورونا في التعليم».
رحاب طلبت لفتح مدرسة بقريتها خلال الإجازة
ابنة الشرقية فور تخرجها من الجامعة، قدمت طلبا لرئيس الجامعة ووكيل وزارة التربية والتعليم بالزقازيق، لفتح مدرسة في قريتها «الحسينية» خلال فترة الإجازة الصيفية ليتعلم الأطفال القراءة والكتابة كمحو أمية لهم، مع فقرات ترفيهية حتى لا تكون فترة دراسية كاملة وينتابهم الشعور بالملل والهرب من فقرة التعليم.
مبادرة «نحو مستقبل تعليمي أفضل للأطفال بالريف المصري» لاقت دعما شديدا من المسؤولين بوزارة التربية والتعليم والقائمين من وزارة الداخلية على مشروع حياة كريمة، وبالفعل تم فتح المدرسة والبدء مع الفئة المختارة التي وصلت لهذا السن ولم تجيد القراءة والكتابة، وهم طلاب الصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائي.
حياة كريمة تتبنى فكرة «رحاب»
«لما لقيت تشجيع لمبادرتي وانضم جميع الأطفال بالقرية وانا كنت بعلمهم لوحدي فطلبت فريق تطوعي معايا»، حسب ما روته لـ«»، لذلك في خلال مؤتمر حياة كريمة بالجامعة عرضت فكرة المبادرة حتى تستطيع تكوين فريق تطوعي، وأُعجب الحاضرون بالمبادرة كثيرا وأشادوا بها، لذلك تم تكليف رئيس الجامعة بهذا الموضوع ليتم بشكل علمي.
عميدة كلية التربية اشتركت مع «رحاب» في إجراء بحث عن دراسة أسباب جهل هذه الفئة للقراءة والكتابة، بالإضافة إلى إمداد المدرسة ببعض الوسائل التعليمية وأجهزة الكمبيوتر بناءً على طلب رحاب، منذ ذلك الوقت توالت عليها الزيارات من القوافل الطبية والتوعوية من الجامعة، وحياة كريمة ورئيس مجلس المدينة، وتم تكريم «رحاب» والطلاب، وتتمنى أن تعمم مبادرتها على مستوى الجمهورية والعربي حتى تتمكن من محو الجهل لدى الطلاب الذين تخرجوا من المدارس دون التعلم.