نفق مقبرة الملكة كليوباترا
لا تزال الملكة المصرية القديمة كليوباترا تثير اهتمام العالم، بعدما انتشرت أنباء خلال الأيام الماضية عن قرب العثور على قبرها، وهو الحدث الذي ينتظره علماء الآثار في مصر والعالم بفارغ الصبر، بعد الجدل الذي أثير عن حياتها العام الماضي، إذ يُعد اكتشاف هذا النفق خطوة مهمة نحو فهم أعمق للحضارة.
اكتشاف مذهل لنفق صخري عميق تحت الأرض في منطقة معبد تابوزيريس ماجنا غرب الإسكندرية عام 2018، نجحت فيه البعثة الأثرية المصرية الدومينيكانية التابعة لجامعة سان دومينجو برئاسة الدكتورة كاثلين مارتينز، بعد الكشف عن نفق منحوت في الصخر على عمق حوالي 13 مترا تحت سطح الأرض، أثناء أعمال الحفر الأثري للبعثة بالمنطقة.
نفق سري بالإسكندرية.. هل يقود لمقبرة كليوباترا؟
اكتشاف النفق السري كان على يد الدكتورة كاثلين مارتينيز رئيسة البعثة الأثرية المصرية الدومينيكية بجامعة سان دومينجو، وتعتقد عالمة الآثار الدومينيكية «مارتينيز» بوجود فرصة نسبتها 1% للعثور على ضريح كليوباترا ومارك أنتوني، اعتقادًا منها أن كليوباترا خططت بعد إنهاء مارك أنتوني لحياته، لدفن جثمانها بجواره في النفق، بعد أن فاوضت أوكتافيان للسماح لها بدفن زوجها في مصر.
وبحسب «مارتينيز» أرادت كليوباترا إعادة تمثيل أسطورة إيزيس وأوزوريس، لأن المعنى الحقيقي لعبادة أوزوريس في طقوس مصر القديمة هو أنها تمنح الخلود، لذلك بعد وفاتهما ستسمح الآلهة لها بالعيش مع أنتوني بشكل آخر من أشكال الوجود، بحيث يكون لديهما حياة أبدية معًا وفق تعبيرها، ومن المؤكد أن يكون النفق هو الطريق إلى المدفن المزدوج.
معبد تابوزيريس ماجنا غرب الإسكندرية، بحسب الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، يبلغ طول النفق المؤدي إليه حوالي 1,305 م، وارتفاعه حوالي 2 م، كما تم العثور عليه بالقرب من المعبد على رأسين مصنوعين من الألباستر، أحدهما لشخص من العصر البطلمي، والآخر من المرجح أنه تمثال لأبوالهول.
ونجحت الدكتورة في اكتشاف 16 دفنة في مقابر منحوتة في الصخر في نوفمبر 2022، وعدد 200 قطعة نقدية ملكية تصور وجه الملكة كليوباترا وبقايا مومياوات، ويتابع الدكتور ريحان بأنه فى مارس 2021 تم اكتشاف مقبرة تعتبر نسخة طبق الأصل من تنفيذ منارة الإسكندرية، كما أعلنت الدكتورة كاثلين مارتينيز حيث مرت بالخطوات الأولى المنحوتة في الصخر المؤدي إلى سراديب الموتى التي تحتوي على شرفة مركزية مع طاولة قرابين تقدم للمتوفين، وتفتح على عديد من الغرف الجنائزية.
وأضافت أنه أثناء أعمال الحفائر والمسح الأثري للنفق، تم الكشف عن جزء من النفق غارق تحت مياه البحر المتوسط، كما تم العثور على عدد من الأواني الفخارية والجرار الخزفية تحت الرواسب الطينية، بالإضافة إلى كتلة مستطيلة الحجم من الحجر الجيري، وباستكمال أعمال الحفائر فقد أثبتت العديد من الشواهد الأثرية أنه يوجد جزء من أساسات معبد تابوزيريس ماجنا مغمور تحت الماء، والذي تعمل البعثة حاليا للكشف عنه، وفقًا للمصادر العلمية فقد ضرب الساحل المصري ما لا يقل عن 23 زلزالًا بين عامي 320 م و 1303 م، مما أدى إلى انهيار جزء من معبد تابوزيريس ماجنا وغرقه تحت الأمواج.
وأشار خبير الآثار الدكتورعبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة خلال حديثه لـ«»، إلى أنّ الدكتورة كاثلين تيريزا مارتينيز بيري هي عالمة آثار ومحامية ودبلوماسية من جمهورية الدومينيكان، اشتهرت بعملها منذ عام 2005 في البحث عن قبر كليوباترا في مصر، وتترأس البعثة المصرية الدومينيكية بالإسكندرية التابعة لجامعة سان دومينجو، والتى تبحث عن قبر كليوباترا وعشيقها منذ عام 2005، داخل معبد يسمى تابوزيريس ماجنا على بعد حوالى 30 كيلو مترا من الإسكندرية وكرست الدكتورة كاثلين مارتينيز حياتها للعثور على قبر كليوباترا وأنطونيوس.
سببب عودة كليوباترا إلى الساحة مجددا
وتعتبر عودة كليوباترا إلى الساحة خلال هذه الأيام بسبب نشر مجلة «ساينس أليرت» العلمية مقالًا بعنوان «اكتشاف نفق يمثل تحفة هندسية أثناء البحث عن مقبرة»، إذ يؤكد خبير الآثار أنّه ليس اكتشافًا جديدًا، بل هو اكتشاف البعثة فى نوفمبر 2022 والبعثة قائمة على تحليل ودراسة هذه المكتشفات ومحتويات النفق ولم يعلن عن أي شيء يخص مقبرة كليوباترا من قريب أو بعيد.
وبحسب الدكتور ريحان، فقد عاشت كليوباترا في الفترة من 69 إلى 30 قبل الميلاد وحكمت من 51 إلى 30 قبل الميلاد ولقيت نهاية مروعة، ويُعتقد أنّها أنهت حياتها عندما كانت فى التاسعة والثلاثين من عمرها من خلال السماح لثعبان الكوبرا القاتل بلدغها، وتشير نظرية أخرى إلى أنها طعنت نفسها بأداة حادة مُغطاة بالسم، كما قيل إنها انتحرت بعد هزيمة جيشها على يد الإمبراطور الروماني أوكتافيان، المعروف أيضًا باسم أوغسطس، ويعتقد أن وفاتها حدثت في الإسكندرية ولكن لم يتم العثور على جثة أو قبر على الإطلاق حتى الآن.
جدير بالذكر أن البعثة خلال مواسم الحفائر السابقة، تمكنت من العثور على العديد من القطع الأثرية المهمة داخل المعبد منها عملات معدنية تحمل صور وأسماء كل من الملكة كليوباترا، والإسكندر الأكبر، وعدد من التماثيل مقطوعة الرأس، وتماثيل للإلهة إيزيس، بالإضافة إلى نقوش وتماثيل نصفية مختلفة الاشكال والأحجام كما اكتشفت شبكة أنفاق تمتد من بحيرة كينج ماريوت إلى البحر المتوسط، و16 دفنة داخل مقابر منحوتة في الصخر والتي شاع استخدامها في العصرين اليوناني والروماني، بالإضافة إلى عدد من المومياوات والتي تبرز سمات عملية التحنيط خلال العصرين اليوناني والروماني.