في أحد الأيام كان «أكرم»، مثل أي شاب سكندري يتنزه على الكورنيش ليستمع بجمال البحر الأبيض المتوسط ويشبع رئتيه برائحة اليود المنبعثة من شواطئه، وبعدها احتاج أن يكمل حالة استمتاعه تلك بكوب ساخن من القهوة، فبدأ رحلة البحث عن مكان يلبي له رغبته، حتى وجد ضالته في فتاة تبيع المشروبات الساخنة على الاسكوتر الخاص بها، وعلى الفور بعد أن اشترى قهوته بدأ في تنفيذ نفس المشروع، واستطاع من خلاله أن يحقق نجاح مرضي بالنسبة له دفع لتوسعة نشاطه ويقدم به الوافل والحلويات إلى جانب المشروبات الساخنة المختلفة.
أكرم مصطفى فاروق، شاب يبلغ من العمر 28 عامًا، تخرج في مدرسة الترسانة البحرية، ومن بعدها عمل بأكثر من شركة قبل أن يقرر الهرب من الروتين الوظيفي وعدم التقدير المعنوي الذي عايشه بتلك الشركات، ويبدأ البحث عن فكرة لتأسيس مشروعه الخاص: «فكرة الكافيه المتنقل كانت في دماغي، بس كنت محتاج اللي يشجعني، لحد ما شفت البنت اللي شربت من عندها قهوة».
صندوق خشبي
صندوق خشبي بأبعاد صغيرة، وموتوسيكل يملكه منذ 4 سنوات، كل ما احتاجه الشاب السكندري، ليبدأ مشروعه الذي قرر من خلاله أن يعد المشروبات الساخنة ويبيعها على كورنيش الإسكندرية، بعد أن ذهب إلى نجار ساعده في تنفيذ الصندوق، قبل أن يقوم هو بمهمة تلوينه والرسم عليه.
2000 جنيه ميزانية
2000 جنيه هي إجمالي الميزانية التي بدأه بها صاحب الـ 28 عامًا مشروعه قبل حوالي شهرين، أنفقها في صناعة الصندوق الخشبي، إضافة إلى شراء البن والشاي وكل المشروبات التي يصنعها ويقدمها لزبائنه، قبل أن يحاول التطوير من مشروعه بشكل أكبر ويضيف عليه تقديم الوافل والحلويات أيضًا.
عمل طول اليوم
الشاب السكندري يتواجد طيلة أيام الأسبوع على كورنيش الإسكندرية بين منطقتي الإبراهيمية وسبورتنج في تمام الـ12 ظهرًا، حتى الـ11 مساءًا، يمارس عمله بكل حب واجتهاد وعلى وجه ابت.سامه صافيه يقابل بها كل زبائنه.
حلم البراند
يركز «أكرم» في الوقت الحالي تجاه مشروعه الصغير، الذي يحلم أن يصل به إلى نجاحات كبيرة وأن يصنع له براند مشهور ومتواجد بكل المحافظات المصرية وليس في الإسكندرية فقط، موجهًا رسالة إلى كل الشباب مفادها: «أسعى واجتهد هتلاقي كل الناس واقفة في ضهرك وبتساندك وتدعمك، زي ما شفت من أهلي وأصحابي».