صك بيع مدون باليهودية العربية لشقة بمدينة الفسطاط ملك شخص يهودي يُدعى «أبو الفخر بن عمرام»، وكان قد أقدم على بيع شقته الواقعة بمنزل ملك السيدة «ست الرضا» لرجل يُدعى «أبو الفرج»، الصك مؤرخ بالتاريخ العبري بشهر سيفان من العام 1544 الموافق 1233م، زمن السلطان الأيوبي «الكامل أبي المعالي ناصر الدين».
وتُظهر الوثيقة التي نشرها الباحث المصري والمؤرخ السياسي حسام الحريري، عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك»، ثمن صك بيع الشقة بمبلغ 17 دينارًا، وقد شهد على البيع كل من «إيفياتار هاكوهين بن إبراهيم – دانيال بن سعادية – جوزيف بيت دين كوهين صدوق»، وكان ذلك بإشراف القاضي «إبراهام بن ميمون».
الوثيقة كلها مكتوبة باللغة العبرية عدا 4 سطور
المترجم جورج طرابلسي، عكف على ترجمة الوثيقة، التي نشرها الباحث المصري، إذ وجد أنّ الوثيقة كلها مكتوبة بالعبرية، عدا 4 سطور بالآرامية التلمودية وبعض كلمات عربية كاسم الشارع والحارة «خوخة» وأسماء الأشخاص، حيث باع رجل يهودي لابنه ربع منزله بيعًا كاملًا لا رجعة فيه بمبلغ 17 دينارًا ذهبيًا بشهادة شهود ووقَّعوا على الوثيقة في محكمة عدلية يهودية خاصة.
وأشار «طرابلسي» إلى أنّ الوثيقة تظهر لنا في أثناء حكم الملك الأيوبي الكامل ناصر الدين، الشهير بـ«أبو المعالي»، شقيق صلاح الدين، (1213م – 1238م) (614 – 635 هجري) حرية اليهود بالبيع والشراء واقتناء دراهم ذهبية وبيوت وتكوين محكمة ملّية منبثقة من النظام العام تُراعى فيها أحكام الدين، كما نرى أهميتها في إمدادنا بصيغة بيع وشراء المنازل في ذلك العصر، ونلاحظ أنّ الأسماء اليهودية لا تختلف عن سائر المصريين وقتها غالبًا من مسلمين ومسيحيين.
ترجمة نص الوثيقة
ترجم نص الوثيقة، على النحو التالي:
– نشهد نحن الموقعين أدناه على ما كان أمامنا في أحد (أيام) السبت (السبت الأول)، اليوم الحادي والعشرين من شهر سيوان في السنة الحالية للوثيقة.
– منّا الذين اعتدنا أن نُعيَّن في فسطاط مصر، التي على نهر النيل، وهي مستقرة بمجد سيدنا الرئيس (يقصد أن الفسطاط قائمة بمجد رئيس الجالسة اليهودية وببركته) الكبير، سيدنا ومعلمنا الربّي أڨراهام المذكور.
– أمامنا الشيخ أبو الفخر الزعيم المحترم بن السيد والربي عمرام الشيخ المحترم، اتّجه وقال لنا: كونوا عليّ شهودا واشتروا مني بكل لسان الاستحقاق، وكتبوا وختموا وأعطوا ليد أولاد الشيخ أبو الفرج الزعيم المحترم بن السيد والربي الشيخ أبو الفخر الزعيم.
– من دواعي السرور ليكون في يده دليل أنني قد رغبت بإرادة نفسي وبكامل معرفتي وبلا إكراه ولا سهو ولا خطأ في معرفتي كاملة واستلمت وتقبلت سبعة عشر دينار ذهب مصري من يديه وبعتُ له لأجلهم ربع المنزل الخاص بي في خط «تجيب» في مصر الداخلة في خوخة «المُعتمَد» في الدار المعروفة بسكن «ست الرضى» الشيخة الوقورة أم (أبو) الفخر.
– المذكور هنا بيع نهائي كامل وقرار واضح ومشهور (مُشهَر) ببيع كامل لا رجعة فيه، والربع الذي بعته له يشمل أجزاء الشركاء في هذا المنزل شائع غير مقسوم بعمق وارتفاع من أساس الأرض وحتى ارتفاع السماء، تحته وعاليه، غرفه ونوافذه، وجدرانه وأسقفه على أربعة أرباعٍ محيطة ناحية البحر وأمامه، وشماله وجنوبه، ومصره وحدوده المحيطة بكل حقوق هذا المنزل كما هي مكتوبة في الوثيقة العربي المكتوب لهذا المنزل وفيه أنني قد بعتُ لابني هذا أبو الفخر الرُبع المذكور بكل حقوقه التي فيه ولم أتركه.
– ليس لدي أي حق في هذا الربع لنفسي. ومن هذا اليوم فصاعدًا، لدى أبو الفرج السلطان للقيام بذلك في هذا الربع الذي بعته. لديه جميع ما يريد في البناء فيه وبهدمه، وأن يُسكِّن ويطرد، وأن يُبدّل ويبيع، ويُورّث ويعطيه هدية لكل من يريد. ولا يوجد من يمسحه يحتج لديه، وكل من سيأتي من أربعة رياه العالم «تعبير عبري يقصد يه: الأربع جهات، شمال جنوب شرق غرب» لزعزعة قوتي أخا كان أو قريب، قريبا كان أو بعيد، آرامي أو يهودي، يرث ممتلكاتي ويسدد ديوني، لتكن كلماته باطلة ومكسورة ككسر قيثارة مُنشَأة التي لا جبر لها فعلي التوقف أن أصمت.
– جميع من يعترض على هذا الربع المذكور ويُوقِف هذا البيع الذي بيد الشاري ما هو إلا قمامة لا تقوم. «يقصد كلامه لا يُعتَد به لتفاهته» وعليه، المُقتني من أبو الفخر بكل ما هو جائز للاقتناء به في هذا البيع، فكتبنا في هذه الوثيقة ووقعناها، وأعطيناها ليد أبو الفرج لتكون بين يديه كدليل وأصل وثيقة البيع هذا كاصل جميع وثائق البيع.