| وجبات ومشروبات دافئة ورسائل دعم لأسرة مصابة بكورونا: الجيران لبعضها

«أنتِ قدها وهتعدي منها.. يلا قومي بقى عشان نتجمع»، جملة دونتها إحدى السيدات على قصاصة صغيرة ملونة ووضعتها أمام منزل جارتها «دعاء»، 32 عامًا، القاطنة بمنطقة جديدة، وراحت تدق على بابها بلطف واضعة إياها أعلى وجبة طعام أعدتها لها، لتعود مرة أخرى إلى شقتها دون أن تراها، ضاربة هي وأخريات من جارات السيدة المصابة بأوميكرون، مثالًا على شهامة المصريين وتعاونهم في الألم والفرح بمجرد علمهن بأنها معزولة بحكم إصابتها. 

بداية القصة عندما داهمت عدوى «أوميكرون»، أحمد شمس وزوجته بفارق أيام ألزمتهما منزلهما، خاصة بعد أن تدهورت حالتهما الصحية ووفق حديث الزوج الثلاثيني: «دعاء زوجتي كانت مصابة بكورونا في أول السنة لكن الموضوع ابتدا بشوية أعراض بسيطة ومكناش عارفين إنه كورونا، وكان عندي رصيد إجازات في الشركة قلت أقعد جنبها شوية لما لقيت الأعراض دي بتزيد يوم بعد يوم».

تدهور الحالة الصحية للزوجة 

ظل «شمس» طوال تلك الفترة مرافقا لزوجته ويتحدث معها ويعوضها عن آلامها الشديدة وضيق التنفس التي عانت منه: «بدأت دعاء تدخل في معاناة مع نقص الأكسجين وروحنا المستشفى.. وهناك عرفنا أن عندها كورونا وأنا كمان عملت مسحة وطلع عندي كورونا، وبدأنا رحلة العلاج مع بعض».

الزوجان يعيشان في منطقة سكنية جديدة 

أحمد ودعاء يقطنان في منطقة جديدة هادئة، ولم يكن لهما سابق معرفة بجيرانهما إذ تؤكد الزوجة في حديثها مع«»: «منطقتنا بتتبع مدينة الشروق وهي عمارات تعتبر لسة مبنية على نطاق معين كده وأغلب سكانها جداد». 

تروي دعاء لـ«» لحظات اشتداد المرض عليها فمجرد أن شعرت بضيق في التنفس وإنخفاض في نسبة الأكسجين، لجأت إلى أحد المستشفيات القريبة وطلبت سيارة إسعاف نقلتها في ساعة متأخرة من الليل: «أول مرة جاتلي أعراض كورونا وحسيت بحالة إعياء اتنقلت في عربية إسعاف.. وقتها كان عندي نقص في الأكسجين وكنت باخد نفسي بصعوبة..الجيران عرفوا موضوع تعبي لما الإسعاف خدتني للمستشفى».

 دعم كبير من جيران دعاء  

تحكي الزوجة أن رحلة معاناتها مع الفيروس، كشفت لها عن المعدن الحقيقي لجيرانها الذين وقفوا إلى جانبها ودعموها: «مرة لقيت الباب بيخبط ولما فتحته مكنتش بلاقي حد واقف.. اتفاجئت بأصناف كتير من الأكل والفواكه والحلويات والسوايل الدافية ورسايل محبة وأمنيات بالشفاء وكلام تحفيزي.. وفضلنا على الحال ده لحد ما عرفت إنهم جيراني الجداد اللي مش بتربطي علاقة بيهم».

 تروي دعاء أن الدعم والحب الذي وجدته من جيرانها رغم عدم وجود علاقة سابقة معهما، كان يحفزها نفسيا: «كانوا بيطبخوا أكل وبيعملوا حسابي أنا وأحمد جوزي.. كل مرة نوع أكل سواء سمك ورز أو مكرونة بشاميل وغيره وكمان حلويات وفاكهة وسوايل دافية لمدة 14 يوم لحد ما تعافيت من كورونا.. لما حسوا إني مش هقدر أعمل أكل في فترة تعبي.. وعلاقتنا بدأت من اللحظة دي». 

تلقت دعاء رسائل داعمة من جيرانها منها «أنت قدها وهتعدي منها.. يلا قومي بقى عشان نتجمع»، «ربنا يقومك بالسلامة لينا وحشتينا»: «مكناش قريبين واتعرفنا اكتر بعض موضوع التعب.. ومن الغريب إن الدكتور كان موصيني أحافظ على حالتي النفسية بسبب نقص الأكسجين.. حسييت بسعادة غريبة من موقف جيراني وفعلا كان جزء كبير من إني أتعافي وأرجع أخد نفسي من تاني».