| «ولاء» حرمها التنسيق من «فنون جميلة» والإصرار صنع منها رسامة: اتمسِّكت بطموحي

في عالم الفنانة ولاء بدير، الموهبة بأي مجال لا تعتبر منحة، وإنما تكمن في الرغبة الحقيقية التي يزرعها الإنسان بداخله، وتجعله دائم العمل نحو تحقيق النجاح والتميز بمجال موهبته، وهذا ما أدركته جيدا الفنانة بعد تجربتها الشخصية مع الرسم، حيث جاء التنسيق ليحرمها من الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، لكن رغبتها وإصرارها كانا كافيين لتحقق حلمها في أن تكون رسامة، وليس هذا فقط بل أن تصبح أيضا مدربة أكاديمية للرسم نجحت في تعليمه للعشرات.

الفنانة ولاء بدير، تخرجت في كلية التجارة، جامعة السادات، لكن لم تعمل بمجال دراستها ولم تحاول بالأساس أن تحصل على وظيفة تتوافق مع هذا المجال، بسبب توجيه تركيزها التام والكامل نحو الرسم وتعلمه، منذ سنتها الأولى بالجامعة، حيث لم تنتظر حتى التخرج، حتى بدأت في دراسة الفن والرسم بشكل أكاديمي من خلال كورسات وورش أون لاين خضعت فيها للتدريب على أيدي محاضرين أجانب، حسبما تحكي «ولاء» في حديثها مع «».

الحكاية بدأت منذ الطفولة

حكاية الفنانة بدأت مع عالم الرسم، منذ طفولتها، وقبل حتى أن تكمل عامها العاشر، حيث كانت مهتمة بالرسم وتحاول طوال الوقت أن ترسم، حتى شاهدت إحدى المشرفات رسمة لها بالمدرسة وأخبرتها أنها ليست جيدة، وأنها بالأساس فتاة ليست موهوبة بالرسم، وتضيف «ولاء»: «ساعتها حسيت إني فعلا مبعرفش أرسم وقررت أبعد عن الرسم تماما، وأركز في دراستي وبس».

الشغف اكتشف بالصدفة

ومرت الأيام والشهور والسنوات، قبل أن تقود الصدفة «ولاء» نحو شغفها من جديد، حينما وجدت صورة لرجل ملقاة على الأرض وهي في الصف الثالث الثانوي، فهمت في رسم ملامح هذا الرجل، وكانت المفاجأة أن هذه الرسمة أعجبت الجميع بداية من أهلها ومرورا بأصدقائها ونهاية بكل من شاهدها، وفق ما ترويه الرسامة.

وتتابع: «وفي اللحظة دي، قررت إني هدخل كلية فنون جميلة، وفعلا قدمت وعديت اختبار القدرات، بس جيه التنسيق ومنع بيني وبين الكلية اللي اختارتها».

اختيارات صعبة

ولأن الحياة تضعنا جميعا أمام اختبارات صعبة، كان هذا الاختبار الصعب، الذي وجدت طالبة الثانوية العامة نفسها أمامه، كان عليها إما الارتضاء بنتيجة التنسيق ومحاولة البحث عن وظيفة بعد التخرج تخص مجالها، أو السعي بكل جهدها نحو حلمها، ومحاولة التحصل على الدراسات الأكاديمية التي كانت ستتحصل عليها من كلية الفنون الجميلة، ولكن من خلال تعليم ذاتي وورش تدريبية، حتى وصلت إلى حلمها وأصبحت رسامة شاركت بالكثير من المعارض الفنية الجماعية المشتركة مع فنانين آخرين، ونالت عليها عددا ليس بالقليل من الجوائز والمنح كان من بينها جائزة «بدر الدين أبو غازي» من جمعية محبي الفنون الجميلة، إضافة إلى منحة تفرغ من وزارة الثقافة.

المنهج والدراسة والتجربة تصنع الفنان

وتوضح «ولاء»، أنها كانت معتقدة بأن الرسامة تولد بموهبة الرسم، لكنها تنبهت بعد ذلك بأن هذا خطأ وليس صحيحا، مؤكدة أنه بالمنهج والدراسة والتجربة الذاتية، تستطيع أن توجد الموهبة لدى إنسان طالما يملك الرغبة في النجاح بهذا المجال، مضيفة: «أي حد يقدر يتعلم الرسم»، ومنبهة في الوقت ذاته أن الفن يجب أن يثقل بالدراسة الأكاديمية، لأن من غيره يكون الرسام مجرد هاوٍ، أما بالدراسة يضيف قيمة كبيرة إلى فنه.

وتحلم «ولاء» بالكثير من الأمور، في مقدمتها أن تزيد من حجم إنتاجاتها الفنية خلال الفترة المقبلة، كما أن تساعد في نشر الرسم بين الأطفال بالأخص، لكونها تحب تدريسه بشكل كبير، ونهاية أن تواصل في دراستها للفنون المعاصرة بشكل أكاديمي.