تُعرّف الأحلام على أنها صور أو نشاط ذهني يحدث أثناء النوم. ويمكن الإنسان أن يحلم في أي مرحلة من مراحل النوم، لكن الأحلام الأكثر وضوحاً تحدث عادةً في نوم حركة العين السريعة، أي حين يكون فيها الدماغ نشطاً للغاية، ولكن ما هي وظيفة الأحلام؟
يوضح الدكتور ماثيو ووكر، عالِم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، أن الحلم قد يساعد في معالجة التجارب المؤلمة عاطفياً ونفسياً لتخفيف الألم المرتبط بها تدريجاً مع مرور الوقت.
ويؤكد في تقرير لموقع جامعة كاليفورنيا، سانتا باربرا أن “الأحلام قد تساعدنا في استعادة الأحداث السلبية من دون الاضطرار إلى تحمّل العبء العاطفي الذي لا يؤثر في النفسية والروح. وربما هذا هو السبب وراء ظهور الأحداث المؤلمة والقلق أثناء النهار في كثير من الأحيان في أحلامنا”.
بدوره، يقول الدكتور روبرت ستيكغولد، أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد، إن “الحلم هو آلية تُستخدم لتعديل الذاكرة والعواطف من التجارب السابقة. وقد تفسّر هذه النظرية سبب خلطنا للذكريات الجديدة والقديمة في معظم أحلامنا. بمعنى آخر، تساعدنا الأحلام على التكيّف مع علاقتنا المتغيرة مع العالم من حولنا مع مرور الوقت”.
ويضيف: “عندما نكون نائمين، تحدث عملية إعادة هيكلة واسعة النطاق للذكريات، بما في ذلك الترابط بين الذكريات الجديدة والقديمة ونسيان تلك غير المهمة. تؤدي هذه العملية إلى تعزيز الذاكرة، وهو ما يساعدنا على العمل بشكل أفضل بعد ليلة من النوم. وكانت الأحلام مصدر إلهام للعديد من الفنانين والمفكّرين المبدعين. وتم استلهام عدد لا يُحصى من كلمات الأغاني والروايات من الصور التي نخلقها بدون وعي أثناء حركة العين السريعة”.
أما مسألة تفسير الأحلام فلا تزال معقّدة وتحيّر الأطباء والباحثين والعلماء. لكن الدكتورة ميشيل دريب من “كليفلاند كلينيك” تؤكد أن تفسير الأحلام أمر شخصي، وتقول: “هذا ما أقوله دائماً للناس، المعنى الذي تنسبه إلى الحلم سيكون أكثر أهميةً بكثير من أي شيء أعزوه إلى الحلم، لأنه على الأرجح شيء من حياتك تم تمثيله في هذا الحلم”.
وتعلّق الدكتورة دريب على مسألة عدم الحلم بالقول إن “هناك حالة نادرة تُسمّى متلازمة “شاركو ويلبراند” (Charcot-Wilbrand syndrome)، حيث لا يحلم الشخص على الإطلاق. يحدث فقدان الأحلام هذا بعد تلف بؤري في الدماغ (عادة سكتة دماغية) ويتميز على وجه التحديد بفقدانك القدرة على تذكّر الصور عقلياً أو إعادة تصوّرها”.
ومع ذلك، فإن معظم الناس يحلمون، ولكنهم لا يتذكّرون الأحلام. وتوضح الدكتورة دريب: “سيقول الناس: أنا لا أحلم على الإطلاق، لأنني لا أنام جيداً. وهذا ليس هو الحال بالضرورة، بل فقط لأنه ليس لديك محتوى أحلام لا يعني أنك لا تحلم. نحن عادة لا نتذكّر أحلامنا إلا إذا استيقظنا منها”.