وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيعمل على تفعيل قوات الاحتياط ردًا على التوترات المتصاعدة، وأشار الإعلان -عن قوات الاحتياط- إلى أن إسرائيل تخطط لشن عملية أشد صرامة ضد حزب الله، وقال الجيش إنه سيستدعي لواءين من قوات الاحتياط لتنفيذ مهام في الشمال، وأضاف الجيش أن «هذا سيسمح بمواصلة القتال ضد منظمة حزب الله الإرهابية».
الأعمال العدائية
وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض الصاروخ أرض-أرض، وهو ما يمثل تصعيدًا إضافيًا بعد الضربات الإسرائيلية على لبنان، والتي أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص.
وأدى إطلاق الصاروخ إلى انطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب ووسط إسرائيل، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار، وقال الجيش إنه ضرب الموقع الذي أطلق منه الصاروخ في جنوب لبنان، وأدى إطلاق الصواريخ إلى تصعيد الأعمال العدائية، في الوقت الذي بدا فيه أن المنطقة تتجه نحو حرب شاملة أخرى، وقد أسفرت موجة من الغارات الإسرائيلية يومي الاثنين والثلاثاء عن مقتل ما لا يقل عن 560 شخصًا في لبنان، وإجبار الآلاف على البحث عن ملجأ.
وتوافد النازحون إلى بيروت ومدينة صيدا الساحلية، حيث ينامون في المدارس التي تحولت إلى ملاجئ، وفي السيارات والحدائق وعلى طول الشاطئ، وسعى بعضهم إلى مغادرة البلاد، مما تسبب في ازدحام مروري على الحدود مع سورية.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 90 ألف شخص نزحوا بسبب خمسة أيام من الغارات الإسرائيلية على لبنان، وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يوم الأربعاء إن إجمالي عدد النازحين في لبنان بلغ 200 ألف شخص منذ أن بدأ حزب الله إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل قبل نحو عام، الأمر الذي استدعى ردًا انتقاميًا من إسرائيل.
مقر الموساد
وقالت جماعة حزب الله إنها أطلقت صاروخًا باليستيًا من طراز «قادر1» استهدف مقر وكالة الاستخبارات الإسرائيلية الموساد، والتي تلومها على سلسلة من عمليات القتل المستهدفة مؤخرًا لكبار قادتها، وعن هجوم الأسبوع الماضي، حيث قتلت المتفجرات المخبأة في أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكية العشرات من الأشخاص وجرحت الآلاف، بما في ذلك العديد من أعضاء حزب الله.
وقال الجيش الإسرائيلي إن هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها صاروخ أطلق من لبنان إلى وسط إسرائيل، وزعم حزب الله أنه استهدف قاعدة استخباراتية بالقرب من تل أبيب الشهر الماضي في هجوم جوي، لكن لم يرد تأكيد على ذلك.
استعداد الطرفين
ونقلت إسرائيل آلاف الجنود الذين كانوا يخدمون في غزة إلى الحدود الشمالية، وتقول إن حزب الله لديه نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك بعضها قادر على ضرب أي مكان في إسرائيل، وإن الجماعة أطلقت نحو 9 آلاف صاروخ وطائرة بدون طيار منذ أكتوبر الماضي.
وقال المقدم نداف شوشاني، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن الصاروخ الذي أطلق يوم الأربعاء كان يحمل «رأسًا حربيًا ثقيلًا»، لكنه رفض الخوض في التفاصيل أو تأكيد أنه من النوع الذي وصفه حزب الله، ورفض شوشاني ادعاء حزب الله باستهداف مقر الموساد، الواقع شمال تل أبيب مباشرة، ووصفه بأنه «حرب نفسية».
اشتداد النزاع
بدأت عمليات إطلاق النار عبر الحدود تتصاعد في أعقاب تفجيرات أجهزة النداء واللاسلكي، والتي أسفرت عن مقتل 39 شخصًا وإصابة ما يقرب من 3000 آخرين، كثير منهم من المدنيين، وحمل لبنان إسرائيل المسؤولية، لكن إسرائيل لم تؤكد أو تنفي مسؤوليتها، وأطلق حزب الله،، نحو 150 صاروخًا وقذيفة وطائرة مسيرة على شمال إسرائيل.
وفي اليوم التالي، قالت إسرائيل إن طائراتها الحربية ضربت 1600 هدف لحزب الله، ودمرت صواريخ كروز وصواريخ قصيرة وطويلة المدى وطائرات بدون طيار هجومية، بما في ذلك أسلحة مخبأة في منازل خاصة، وتسببت الضربات في أكبر عدد من القتلى في يوم واحد في لبنان منذ خاضت إسرائيل وحزب الله حربًا دامت شهرًا في عام 2006.
كما قتلت غارة جوية إسرائيلية في بيروت، إبراهيم قبيسي، الذي وصفته إسرائيل بأنه أحد كبار قادة حزب الله في وحدة الصواريخ والقذائف التابعة للجماعة، وقال مسؤولون عسكريون إن قبيسي كان مسؤولاً عن إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل وخطط لهجوم في عام 2000 تم فيه اختطاف وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين، وأكد حزب الله في وقت لاحق وفاته.
وكان هذا أحدث حلقة في سلسلة من الاغتيالات والنكسات الأخرى التي تعرض لها حزب الله، وهو أقوى ممثل سياسي وعسكري في لبنان، ويعتبر على نطاق واسع القوة شبه العسكرية الأكبر في العالم العربي، وأطلق حزب الله 300 صاروخ، ما أدى إلى إصابة ستة جنود ومدنيين إسرائيليين، معظمهم بإصابات طفيفة، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 564 شخصًا على الأقل قتلوا في الضربات الإسرائيلية منذ يوم الاثنين، بما في ذلك 50 طفلا و94 امرأة، وأن أكثر من 1800 أصيبوا، وهي حصيلة صادمة لبلد لا يزال يتعافى من التفجيرات القاتلة بأجهزة النداء واللاسلكي الأسبوع الماضي.
الصاروخ قادر
إيراني الصنع. صاروخ باليستي متوسط المدى أرض-أرض بأنواع وحمولات متعددة. ويمكنه حمل حمولة متفجرة تصل إلى 800 كيلوغرام (1760 رطلاً)، وفقًا لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ومقره واشنطن. يعمل بالوقود السائل، ويبلغ مداه 2000 كيلومتر (1240 ميلاً).
هل لديك سؤال؟
تابعنا على السوشيال ميديا او اتصل بنا وسوف نرد على تساؤلاتك في اقرب وقت ممكن.