يصل دينيس روس أخيرا الى استخلاص مهم وكأنه صام صام وافطر على بصلة ..بصلة يعرفها الجميع حيث يحدد روس في مقالة له بمجلة الشؤون الخارجية ان النهج الإسرائيلي الحالي يبدو وكأنه يلعب لصالح ايران واستراتيجيتها في إبقاء إسرائيل تحت الضغط المستمر واستنزافها في الصراعات المستمرة على حدوده”.
اذا استطاع دينيس روس ان يفك القطبة المخفية في سجادة السياسة الخارجية الإيرانية المعقدة لتحقيق مساراتها التنموية المستقلة بعيدا عن املاءات العبودية الامريكية لمحميات المنطقة.
وهذه القطبة المخفية هي الاستنزاف وروس يعتبر احد مخططي السياسة الخارجية الامريكية في الصراع العربي الصهيوني وهو أيضا مفوض من الشركات الفوق القومية التي تدير السياسة الخارجية الامريكية في إدارات ريغان وجورج بوش العجوز وكلينتون واوباما من خلال اللوبي الصهيوني ومعهده واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
يفوت على دينيس روس ان هزيمة إسرائيل التي لاسابق لها في تاريخها الاستعماري في السابع من أكتوبر افقدت الكيان صوابه وادخلته في حالة انعدام توازن مطلوب للوصول الى تصفية هذا المشروع الاستعماري، فلأول مرة، ينتقل ضحايا الشعب الأصلي للهجوم وضرب اقدس اقداس المشروع الاستيطاني الاقتلاعي بان المقاومات انتقلت الى الهجوم ..فقد واجه الف ومئتي مقاتل في معركة عسكرية غير متكافئة مع فرقة غلاف غزة النازية الصهيونية التي يتجاوز عددها خمسة وعشرين من نخبة النخبة وابادتها مما دفع القيادة الصهيونية الى استخدام مبدأ هانيبعال النازي بقتل مستوطنيها أطفالا ونساء وكل ما وقع تحت رصاص دباباتهم واسلحتهم المختلفة.
يعتقد دينيس روس ان الزعيمان – الخامنئي ونصرالله ـ لديهما استراتيجية طويلة الاجل مناسبة -لموازين القوى الحالية من تعبيري ـ هي اجبار إسرائيل على القتال على جميع الجبهات : في غزة وعلى حدودها الشمالية مع لبنان وفي الضفة الغربية وينسى اليمن وسورية والعراق وايران.
ويعتقد روس ان نتنياهو وحكومته في سعيها المحموم لدفع سلطة العمالة في مقاطعة رام الله الى الانهيار يقع في جانب خدمة حكومة نتنياهو لاستراتيجية ايران وحزب الله في خلق فراغ سياسي ستشغلة المقاومة الفلسطينية لتكون إسرائيل اعمق فأعمق في خانة الاستنزاف دون عون أجهزة دايتون لحماية المغتصبين الصهاينة وتسليم احداثيات المقاومين لاغتيالهم او اسرهم وتدمير العقل الفلسطيني الإبداعي المقاوم..
نستطيع القول ان فهم دينيس روس وان جاء متأخرا فانه يصيب بعض الحقيقة حيث ينبه نتنياهو الى فائدة سلطة دايتون العميلة التي يقودها محمود عباس لهذا يوجه بتخصيص الأموال لها وبحقنها بشعارات مخدرات الدولتين ..
ما ينساه روس ان عقلية نتنياهو تملك نفس خصائص العقل الانتحاري الساذج لزيلينسكي وقيادات بريطانيا حيث انهم بصفتهم كلاب حراسة للمشاريع الاستعمارية ضد شعوب غرب اسيا وكل الوطن العربي وللمشاريع الاستعمارية الامريكية ضد روسيا يتعمدون السير الى الهزيمة بوعي ويستخدمون أساليب إرهابية نازية مكشوفة ضد المدنيين والمفاعلات النووية من اجل دفع الولايات المتحدة لتتدخل وتدافع عنهما دون فهم المرحلة الهيكلية التي وصلت اليها الولايات المتحدة حيث ان ليس لديها مشكلة لأول مرة في التاريخ الاستعاري الأمريكي ان تترك إسرائيل وأوكرانيا لتتم تصفيتهما مادامت التكلفة عالية جدا وتستنزف الموازنات الامريكية والهروب من أفغانستان في ليلة ما فيها ضي قمر مجرد مثال عن حالة الولايات المتحدة المزرية فكما قال مسؤول امريكي ان حاملات الطائرات الامريكية لن تبقى للابد في المنطقة وان لا قدرة تمويلية لكييف وأيضا لإسرائيل حيث لم تعد إسرائيل كما قال عنها الكسندر هيغ امين سابق لحلف الناتو بانها ارخص حاملة طائرات للناتو.
وارتفاع التكلفة او ان تميل كفة الربح والخسارة للمشروع الصهيوني ال جانب الخسارة مسألة وجودية و لهذا ليس غريبا ان يكون لدى حزب الله وايران الات حاسبة خاصة تقيس تكلفة كل صلية صاروخية او تكلفة كل تهديد برد رادع ليقف الكيان واقتصاده على اجر ونصف من الركود الاقتصادي والخسارات الفادحة.
اكتشاف دينس القطبة المخفية يخفي ان الحركة العالمية لفلسطين حرة من البحر الى النهر يجعل شعارات حقوق الانسان والديمقراطية غير ذات جدوى في إخفاء الاجندات الاستعمارية الفاشية وبات يهدد السلطة الهيكلية للوبيات رأس المال في الولايات المتحدة لهذا استخدم البيت الأبيض قوة ارهابية مفرطة ضد المحتجين في الجامعات الامريكية والصق بهم تهم سخيفة لم تعد تصمد عن معاداة السامية امام السياسات النازية الصهيونية الامريكية باستخدام ما يساوي اربع قنابل نووية من التي استخدمت في مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين..امام هذا التهديد الوجودي للولايات المتحدة بسبب مشروع استعراضي استعماري ولاسيما انها في احد الاحتمالات قد تنهار بسبب المديونية وعودة الازمة الهيكلية الرأسمالية الى مصدرها أي الداخل الأمريكي واشتعال حرب أهلية بين ولايات جمهورية للاغنياء وولايات ديمقراطية بين بين.
شاعر و باحث فلسطيني في الشؤون الاقتصادية السياسية مقيم في بلجيكا