الرجل الثاني في الجزائر يوجه رسالة للفصائل الفلسطينية ..

 وجه صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة في الجزائر، رسائل للفصائل الفلسطينية من أجل الوحدة، مؤكدا أن المصالحة لا يمكنها أن تتحقق إلا على أرض الجزائر.

يأتي ذلك في وقت تواصل الدبلوماسية الجزائرية لقاءاتها الاستكشافية من أجل التوصل لقواسم مشتركة ووضع خطة تنهي الانقسام الفلسطيني.

ودعا قوجيل، وهو أحد مجاهدي الثورة الجزائرية، في كلمة له بمجلس الأمة، أمس الثلاثاء، الفلسطينيين إلى الاستلهام من التاريخ الجزائري، حيث لم تنجح الثورة الجزائرية حسبه إلا بعد توحد الجميع في نوفمبر/ تشرين الثاني 1954، مع قبول مساعدة الأشقاء دون السماح لهم بالتدخل في الشأن الجزائري. وأبرز أن كثيرا من القادة في العالم مثل جمال عبد الناصر وتيتو وبورقيبة حاولوا التوسط بين الجزائريين والفرنسيين، لكن جبهة التحرير رفضت وقالت إننا نعرف الفرنسيين وهم يعرفوننا ويمكننا التفاوض معهم دون وسيط.

وبدا قوجيل كما لو أنه يوجه رسالة للفصائل الفلسطينية عبر هذه الإحالة التاريخية. وقال : “كثير من الاخوة ساندوا الشعب الفلسطيني لكنهم يتدخلون في الشأن الداخلي وهذا ما ذكرته للأخوة في فلسطين بأنكم لن تحصلوا

على دولتكم وعاصمتها القدس الشريف إلا بالمرور أولا على الوحدة مثلما وحدت الجزائر صفوفها في الثورة”.

وأضاف الرجل الثاني في الدولة، بخصوص دعوة الرئيس عبد المجيد تبون للفصائل الفلسطينية من أجل المصالحة في الجزائر، قائلا: “لا يوجد إلا الجزائر من تستطيع تقديم هذا الاقتراح. والفلسطينيون لا يقدرون على الوحدة الا في الجزائر”. وأردف: “موقفنا منذ وقت الثورة لا نتدخل في الشأن الفلسطيني ولم نقبل يوما أن يرتبط بنا فصيل مثلما يفعل آخرون”.

وتعمل الجزائر، وفق ما كشفه ممثلون عن الفصائل الفلسطينية، على مواصلة اللقاءات الاستكشافية لسماع كافة المقترحات من أجل التوصل إلى خارطة طريق لإنجاح المصالحة التي تأمل في أن تتحقق قبل القمة العربية التي تستعد لاستضافتها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وسمح تحديد موعد بعيد نسبيا للقمة في منح مزيد من الوقت للجزائر من أجل إتمام هذا العمل الذي تقوم به بكثير من الحماس.

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد أعلن في ديسمبر من العام الماضي، خلال لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن بلاده تنوي استضافة مؤتمر “جامع” للفصائل الفلسطينية، وأعرب وقتها عن أمله أن “تكون القضية الفلسطينية على رأس أولويات القمة العربية المرتقبة في الجزائر”.

وحرص تبون بعد ذلك على التنقل لمصر في زيارة دولة كان من ضمن أجندتها بحث هذا الملف كون مصر ظلت باستمرار راعية لقضية المصالحة، وهو ما رأى فيه مراقبون تأكيدا من الجزائر على عدم الظهور كوسيط منافس لمصر وإشراكها في الجهود التي تقوم بها.