الزلازل ضاعفت معاناة النساء الأفغانيات

ذكر مسؤول في الأمم المتحدة أن النساء والفتيات في وضع «ليس صعبًا فحسب، بل مميتًا» في أعقاب الزلازل الأخيرة في أفغانستان بسبب الأزمات الإنسانية، وأزمات الحقوق المدنية في البلاد منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة. وسلط تحديث صادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة الضوء على بعض المشاكل التي تواجهها النساء في مناطق مقاطعة هرات، حيث أدت سلسلة من الزلازل العنيفة والهزات الارتدادية هذا الشهر إلى مقتل آلاف الأشخاص، أكثر من 90 % منهم من النساء والأطفال، وتدمير كل منزل تقريبًا. وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في تحديثها إن الأعراف الثقافية تجعل من المستحيل على النساء مشاركة الخيمة مع الجيران أو عائلات أخرى، وإن العديد من النساء يواجهن أيضًا صعوبة في الحصول على المساعدات الإنسانية إذا لم يكن لديهن قريب ذكر يمكنه الوصول إليها نيابة عنهن. كما أن هناك غيابا للعاملات في نقاط توزيع المساعدات.

صعوبة الخدمات

وأوضحت أليسون ديفيديان، الممثلة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون المرأة في أفغانستان، في رسالة إلى AP: «عندما تقع الكوارث الطبيعية، فإن النساء والفتيات هن الأكثر تأثرا، وغالبا ما يعتبرن الأقل تأثرا في الاستجابة للأزمات والتعافي منها»، مضيفة: «الزلازل عندما اقترنت بالأزمة الإنسانية وأزمة حقوق المرأة المستمرة لم تجعل الوضع صعبا بالنسبة للنساء والفتيات فحسب، بل جعلت الوضع مميتا أيضا».ولفتت النساء المتضررات من الزلزال للأمم المتحدة إلى أنهن لا يستطعن ​​الحصول على المساعدات دون بطاقة الهوية الوطنية، أو تذكرة لأحد أقربائهن الذكور، وأنهم بحاجة إلى الملابس، بما في ذلك الحجاب الإسلامي، حتى يتمكنن من ارتداء الملابس المناسبة للوصول إلى الخدمات والمساعدات، وفقا للتحديث.

البقاء في المنازل

وأحد الأسباب التي تجعل الأطفال والنساء يمثلون الغالبية العظمى مما لا يقل عن 1482 شخصًا لقوا حتفهم في الزلازل هو أنهم كانوا أكثر احتمالا أن يكونوا في منازلهم عندما وقعت الكوارث، وفقًا لمسؤولي الإغاثة. وقد قدم مسؤولو طالبان أرقاما أعلى للضحايا مقارنة بالمنظمات الإنسانية، قائلين إن أكثر من 2000 شخص لقوا حتفهم. وأشارت ديفيديان إلى أن النساء والفتيات أصبحن محصورات في منازلهن بشكل متزايد بسبب القيود المتزايدة التي فرضتها طالبان عليهن في العامين الماضيين، حيث منعت الحركة الفتيات من الالتحاق بالمدارس بعد الصف السادس، بينما منعت النساء من العمل في الأماكن العامة ومعظم الوظائف.كما منعت حركة طالبان النساء الأفغانيات من العمل في المنظمات غير الحكومية على الرغم من وجود استثناءات لحالات الطوارئ والرعاية الصحية.كما ذكرت النساء أن مشاركة قادة المجتمع تعد «التحدي الرئيسي» الذي يواجهنه عند الحصول على المساعدة، لأن قادة المجتمع ليسوا دائما على دراية بالنساء الأكثر ضعفًا.

وظلت وكالات الإغاثة تقدم الدعم في مجالات الغذاء والتعليم والرعاية الصحية في أعقاب استيلاء حركة طالبان على السلطة، والانهيار الاقتصادي الذي أعقب ذلك.

– يتم توزيع معظم مساعدات الطوارئ في هيرات التي ضربها الزلزال من خلال وسيط محلي، عادة ما يكون من رجال المجتمع أو الزعماء الدينيين.

– يعاني الأفغان الصدمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الناجمة عن انسحاب القوات الدولية في 2021 وعقود من الحرب.

– يحتاج أكثر من نصف سكان البلاد، البالغ عددهم 40 مليون نسمة، إلى مساعدات إنسانية عاجلة.