يُواصِل الإعلام العبريّ تسليط الضوء على الخلاف المتصاعد بين رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو ووزير الحرب، يوآف غالانط، والذي يقول محللون إسرائيليون إنّه “يؤدي إلى خطرٍ أمنيٍّ ووجوديٍّ على الدولة العبريّة”. يُشار إلى أنّ الوزير العنصريّ والمُتطرِّف بتساليئيل سموتريتش، كان قد وصف نتنياهو بأنّه كذّاب ان كذّاب، وذلك خلال المعركة الانتخابيّة الماضية.
وفي هذا السياق، كشف موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ النقاب عن تصاعد الخلافات بين نتنياهو، غالانط، وصلت حد تهديد الأخير بجلب وحدةٍ (غولاني) لـ”فرض النظام” داخل مجلس الحرب.
وقال الموقع في تقرير له، إنّ غالانط حاول قبل أيام اقتحام مكتب نتنياهو وكاد أنْ ينشب شجار بالأيدي، وعلى إثر ذلك هدد غالانط وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، بإحضار قوة من وحدة النخبة (غولاني) للسيطرة على الوضع في مجلس الحرب.
وجديرٌ بالذكر أنّ الخلاف بين غالانط ونتنياهو يمتد إلى ما قبل الحرب المتواصلة في قطاع غزة، ويعود إلى آذار (مارس) الماضي، حيث أعلن مكتب نتنياهو إقالة غالانط من منصبه؛ على خلفية تصريحات للأخير طالب فيها بوقف التعديلات القضائية التي طرحتها الحكومة، والتي أدت إلى خروج تظاهراتٍ ضخمةٍ بمُشاركة مئات آلاف الإسرائيليين، لكن نتنياهو تراجع، وأعلن في العاشر من نيسان (أبريل) الماضي الإبقاء على غالانط في منصبه، تحت ضغط الشارع.
وقبل نحو أسبوع، قالت هيئة البث العبرية (كان) إنّ وزير الحرب، يوآف غالانط، غادر جلسة مجلس الحرب بعد منع مدير مكتبه من الدخول.
من جانبها، ذكرت القناة 13 العبريّة أنّ غالانط طالب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، قبل مغادرة اجتماع مجلس الحرب، بعدم التشويش على عمله.
وفي 30 من الشهر الماضي، رفض غالانط، والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، المشاركة في مؤتمرٍ صحفيٍّ يعقده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفق إعلام عبريٍّ رسميٍّ. وذكرت هيئة البث العبرية، أنّ غالانط وغانتس رفضا حضور مؤتمر يعقده نتنياهو والمشاركة فيه، دون أنْ تذكر سبب ذلك.
يُشار إلى أنّه منذ تشكيل مجلس الحرب الذي يرأسه نتنياهو، ويضم غالانط وغانتس، تطرقت وسائل إعلام عبرية إلى وجود خلافاتٍ في أكثر من مناسبةٍ بين نتنياهو وغالانط من جهة، ونتنياهو وغانتس من جهة أخرى، بشأن إدارة الحرب وملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يطفو فيها الخلاف على السطح، فمطلع الشهر الجاري رفض غالانط المُشاركة في مؤتمرٍ صحفيٍّ مشتركٍ مع رئيس حكومته، من أجل الحديث عن تطورات الحرب في غزّة.
واشتكى نتنياهو مما وصفه بـ”وباء التسريبات” الذي تعاني منه حكومته المتطرفة، مطالبًا بإقرار مشروع قانونٍ لإجراء اختبار (كشف الكذب) للمسؤولين المشاركين بالنقاشات والاجتماعات الحكومية.
وقال نتنياهو خلال اجتماع أسبوعي لحكومته: “لدينا وباء من التسريبات، ولست مستعدًا للاستمرار على هذا النحو، إنّها ظاهرة لا تطاق، ولا أعرف أيّ بلد في العالم يحدث فيه هذا”، وفقا لما نقلته القناة الـ 121 في التلفزيون العبريّ.
وأضاف: “لذلك، وجهت بالترويج لقانونٍ ينص على أنّ كلّ مَنْ يحضر مناقشات حكوميّة أوْ أمنيّة، سيخضع لجهاز كشف الكذب“، على حدّ تعبيره.
ووفقا للقناة العبرية، فإنّ نتنياهو أوعز لرئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، للبدء في الترويج لمشروع قانون (كشف الكذب) لكي يتم إلزام جميع الوزراء الذين يحضرون اجتماعات مجلس الوزراء المصغر (كابينت) والمناقشات الأمنيّة، بالخضوع لاختبار (كشف الكذب) بشكلٍ دوريٍّ.
يأتي ذلك عقب تسريب خلافات حادة بين قادة الاحتلال الإسرائيلي قبل نحو أسبوعين، حيث شهد اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي نشوب خلاف بين نتنياهو ووزير حربه غالانط، بسبب منع رئيس الحكومة المتطرفة رئيسيْ (الموساد)، أيْ الاستخبارات الخارجيّة، و (شاباك)، أيْ جهاز الأمن العّام، من المشاركة في جلسةٍ عملياتيّةٍ مع وزير الحرب غالانط، كما أكّدت المصادر في تل أبيب.
إلى ذلك، نقلت صحيفة التايمز البريطانية عن مسؤولٍ أمنيٍّ إسرائيليٍّ قوله إنّ حكومة الحرب الإسرائيليّة توشك أنْ تنهار، وإنّ نتنياهو متردد ويضيع الوقت.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ حكومة الحرب تواجه أسئلة عديدة بشأن الاستمرار في الحرب على حماس أو الموافقة على وقف لإطلاق النار يسمح بإطلاق سراح 136 محتجزًا إسرائيليًا ما زالوا في القطاع.
وقالت الصحيفة إنّ الخلافات بشأن هذه القضايا، إضافةً إلى تحدياتٍ أخرى تتعلّق بمن سيحكم غزة بعد نهاية الحرب، باتت تمزق الحكومة، مُشيرةً إلى أنّ بعض التصريحات تكشف التوتر الذي يعصف بقيادة الحرب الإسرائيلية، إذ اتهم غادي آيزنكوت، القائد السابق للجيش الإسرائيليّ وعضو مجلس الوزراء الحربي، نتنياهو بحجب الحقيقة بشأن الأهداف العسكريّة في غزة.