11:01 م
السبت 19 فبراير 2022
(دويتشه فيله)
قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن أمام إيران فرصة للتوصل إلى اتفاق بخصوص الملف النووي، محذرا من أن هذه الفرصة تتضاءل إذا لم يتحرك الطرف الإيراني بسرعة. من جهته يرى الرئيس الإيراني أن أي اتفاق يبنغي أن يقدم ضمانات.
حذّر المستشار الألماني أولاف شولتس السبت من أنّ فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني تتضاءل، مؤكّداً أنّ “لحظة الحقيقة” حانت للمسؤولين الإيرانيين. وقال شولتس خلال مؤتمر ميونيخ للأمن “لدينا الآن فرصة للتوصل إلى اتفاق يسمح برفع العقوبات. لكن إذا لم ننجح بسرعة كبيرة، فإن المفاوضات قد تفشل. المسؤولون الإيرانيون لديهم خيار. الآن لحظة الحقيقة”.
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال المؤتمر إن بلاده “مستعدة للتوصل إلى اتفاق جيّد في أقرب وقت ممكن إذا اتّخذ الطرف الآخر القرار السياسي اللازم”. وأضاف “نحن جادّون للغاية”.
وأتاح اتفاق 2015 رفع عقوبات كانت مفروضة على طهران، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. الا أنّ جدواه باتت في حكم اللاغية مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحاديا منه عام 2018، معيدا فرض عقوبات قاسية على طهران. وردت الأخيرة ببدء التراجع تدريجيا عن العديد من التزاماتها بموجب الاتفاق.
ويبدو أنّ إطار اتفاق جديد مطروح على طاولة النقاش في المحادثات التي تستضيفها فيينا منذ نوفمبر بين إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق (فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا). وتهدف المباحثات التي تشارك فيها واشنطن بشكل غير مباشر، الى إعادة الأميركيين الى الاتفاق، خصوصا عبر رفع العقوبات التي أعادوا فرضها على طهران بعد انسحابهم، في مقابل عودة الأخيرة لاحترام كامل التزاماتها المنصوص عليها في اتفاق 2015.
رئيسي: أي اتفاق ينبغي تقديم ضمانات صالحة
وفي سياق متصل قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن “أي اتفاق في فيينا يجب أن يشمل إلغاء الحظر وتقديم ضمانات صالحة وإغلاق القضايا والمزاعم السياسية”. وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء، أن رئيسي لفت في اتصال هاتفي اليوم السبت مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى أن الوفد الإيراني يسعى بشكل جاد لدفع مفاوضات فيينا إلى الأمام.
وأضاف الرئيس الإيراني أن بلاده قدمت مقترحات بناءة خلال المفاوضات وقامت بدراسة المقترحات التي طرحتها الأطراف الأخرى في المفاوضات، وفقا لامتثالها لمصالح الشعب الإيراني.
وبين رئيسي أن الوفد الإيراني قد أعلن مرارا بأنه يرحب بالمبادرات التي تلبي وتصون حقوق الشعب الإيراني، محذرا من أن الضغوط أوالمزاعم السياسية بهدف الحفاظ على أداة الضغط على الشعب الإيراني من شأنها أن تقوض آفاق التوصل إلى اتفاق.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي في الاتصال إنه “تم إحراز تقدم جيد في مفاوضات فيينا ونأمل أن تتوصل هذه المفاوضات إلى نتيجة في أقرب وقت ممكن”.
وكان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود ايضا قد صرح اليوم السبت إن المملكة تتطلع إلى تحديد موعد لجولة خامسة من المحادثات المباشرة مع إيران على الرغم من عدم إحراز تقدم جوهري في الجولات السابقة. كما عبر الأمير فيصل، خلال حديثه في مؤتمر ميونيخ للأمن، عن أمله في أن تكون هناك رغبة جادة من قبل إيران لإيجاد أسلوب جديد للعمل في المنطقة.
ويعتقد خبراء أنّ أسابيع قليلة تفصل إيران عن امتلاك ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي، حتى لو استغرق الأمر خطوات إضافية أكثر تعقيداً لصنع قنبلة فعلية.
وفي حين أنّ الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن أبدى عزمه على إعادة بلاده الى الاتفاق مقابل عودة إيران لاحترام التزاماتها، تخشى طهران أن تعمد إدارة أميركية مقبلة، خصوصاً اذا كانت من الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، للانسحاب مجددا من الاتفاق.