تستعد المستشفيات في أنحاء اسرائيل لمواجهة ارتفاع في انتشار فيروس كورونا وإعادة فتح أقسام كورونا فيها، في أعقاب الارتفاع الكبير في الإصابات بالفيروس الذي يرجح حدوثه بسبب انتشار متحورة “أوميكرون”. وبعث مدير عام وزارة الصحة الإسرائيلية، بروفيسور نحمان أش، أمس، رسالة إلى مديري المستشفيات وصناديق المرضى تحت عنوان “الاستعدادات لموجة خامسة”.
وكتب أش في الرسالة، التي كُشف فحواها اليوم، الثلاثاء، أنه “يتوقع انتشار الفيروس بنسب أعلى من الموجات السابقة. كما يتوقع انتشار الفيروس بشكل أكبر في الشتاء مما كان في السنتين الأخيرتين، وأن تزيد الأعباء على جهاز الصحة”.
وطلب أش من المستشفيات الاستعداد لاستيعاب مرضى كورونا في أقسام خاصة، وقال إنه “من أجل إزالة الشك، على أي مستشفى عام أن يكون مستعدا بشكل فوري لتسرير مرضى في اقسام نشطة، وبوصولها إلى 80% من الأسرى الشاغلة يجب فتح قسم آخر”. وإلى جانب مطالب بحماية وتطعيم الطواقم الطبية ضد كورونا والانفلونزا، طلب أش امتناع الطواقم الطبية عن المشاركة في مؤتمرات.
وحول ما إذا كان انتشار متحورة “أوميكرون” سيؤدي إلى اكتظاظ في المستشفيات، قال نائب مدير عام مستشفى “شيبا”، بروفيسور أرنون أفيك، لموقع “واينت” الإلكتروني، اليوم، إنها لا تزال لا تتوفر معلومات كافية عن المتحورة.
وأضاف أفيك أنه “من جهة نحن نرى أن التقارير في جنوب افريقيا تتحدث عن حالات خطيرة أقل مما كان متوقعا قياسا بعدد المصابين بالمتحورة. وفي المقابل، فإن المعطيات في بريطانيا تقلقنا جدا، بسبب وجود قفزة بالمرضى في حالة خطيرة هناك”.
وأشار إلى أن “بنية الأعمار في إسرائيل مختلفة مقارنة بالدولتين، ففي بريطانيا أقل مسنين وفي جنوب افريقيا أكثر مسنين. كما أن وضع التطعيمات عندنا مختلف، وهناك متغيرات كثيرة موجودة هنا في معادلة لا تسمح لأحد بالتنبؤ. وتطور الوضع يستغرق وقتا، لعدة اسابيع حتى نرى أن عدد المرضى بحالة خطيرة في إسرائيل يرتفع”.
وقال أفيك أن أقسام كورونا ستمتلئ “بشكل قاطع. ولا أعلم إذا كان هذا سيستغرق أسابيع، لكنني قلق من الوضع في الأقسام. والمستشفيات ما زالت مليئة بمرضى الانفلونزا العاديين الذين لم يتوجهوا إلينا في السنة الماضية، ربما لأنه كان هناك حرصا على وضع الكمامات. وطلبنا منذ فترة من الحكومة إضافة أسِرة للعلاج المكثف كعبرة مستخلصة من الموجة الثانية، ولم نحصل عليها حتى الآن”.
وقال مدير مستشفى “بيلينسون”، د. عيران روتمان، إن “ما يميز هذه الموجة عن موجات سابقة هي حقيقة أننا نتواجد بحالة انتشار أمراض الشتاء وبتنا نشهد ارتفاعا بمرضى الانفلونزا والتهاب الرئة. ومن شأن هذا المزيج مع مرضى كورونا أن يسبب اكتظاظا كبيرا في جهاز الصحة. وسيتطلب هذا منا جهودا كبيرا بالتأكيد”.
وأضاف روتمان “أننا نرى ارتفاعا في الأيام الأخيرة في عدد المصابين المؤكدين بكورونا الذين يتم توجيههم للحصول على علاج برجنرون، أي المضادات التي بدأنا نمنحها أثناء الموجة الرابعة، وهذا علاج يمنع مرضا خطيرا بين الذين لديهم جهاز مناعة ضعيف والذين لم يتلقوا تطعيمات. والارتفاع في إعطاء هذا الدواء هو مؤشر آخر على اتساع انتشار الفيروس”.
ولفت روتمان إلى “توجيه تعليمات للطاقم الطبي من أجل منع إصابة الطاقم بعدوى أوميكرون، التي على ما يبدو أننا نعلم أنها تنقل العدوى إلى أشخاص تلقوا التطعيم ومتعافين. وتخوفنا هو من انتقال العدوى إلى الطاقم الطبي الذي سيؤدي إلى تعطيل العمل في المستشفيات”.
ووفقا لمعطيات وزارة الصحة، اليوم، شُخصت إصابة 1306 أشخاص بكورونا، أمس، إثر إجراء قرابة 104 آلاف فحص لكورونا، وارتفعت نسبة الفجوصات الموجبة إلى 1.24%. ةهناك 81 مريضا في حالة خطيرة، بينهم 41 يخضعون لتنفس اصطناعي. كذلك ارتفع معامل تناقل العدوى إلى 1.28، ما يدل على انتشار واسع للفيروس.