عاماً.. تضع المملكة في قائمة أقوى 5 دول في العالم

بحلول ذكرى اليوم الوطني الـ91 ليوم التأسيس لبلادنا الغالية فإنها تبرز أمامنا صور من الذكريات وتتوارد إلى الذهن خواطر تستحضر معها أهمية هذه المناسبة الغالية التي يمثلها هذا اليوم الغالي علينا جميعاً، ما يجعل هذه المناسبة الوطنية المجيدة تتجاوز معنى الذكرى لتصبح أحد فصول التاريخ المعاصر وإحدى الملاحم الباقية على مر العصور، لأن الملك الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «طيب الله ثراه» عندما عزم أمره على توحيد شتات البلاد لم يكن هاجسه دولة وسلطة بل كان يحمل في أعماقه رسالة سامية ورؤية بعيدة لرفعة إنسان هذا البلد نحو آفاق العز والمجد، سلاحه في ذلك كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، فكانت دعوة صادقة مخلصة أطلقها الملك الراحل فلقيت صدىً في كل أرجاء الجزيرة لإرساء دعائم الإيمان والحق والمُثل النبيلة في حياة الإنسان ولم يكن يخلده حب الاستيلاء والسيطرة من أجل الذات.

اليوم وبعد 91 عاماً من التأسيس والبناء، تتصدر المملكة العربية السعودية قائمة أقوى 5 دول في العالم لعام 2020، بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند وروسيا، وتنافس عظمى الدول في القوة العسكرية والأسلحة والعتاد والجيش، كما تتصدر المملكة عضوية مجموعة العشرين (G20) التي تضم أكبر الاقتصادات في العالم وتستضيفها المملكة هذا العام، ومن ناحية النفط فالمملكة تعد أكبر الدول تصديراً له، وقد تصدرت شركة أرامكو القيمة السوقية للشركات العالمية كأكبر شركة في العالم بقيمة تلامس ترليوني دولار وفي المرتبة الأولى عالمياً متقدمة على شركات التقنيات الكبرى أبل ومايكروسوفت وأمازون.

لا شك، خلف بناء هذا الكيان العظيم قيادة بقلب جسور وعقل طموح وهمة لا تكسرها الخطوب وإرادة صلبة لا تعترضها الانكسارات ولا تعترف بالهزائم.

ويعتبر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان «يحفظهما الله» من العهود ذات المحك لقدرات القادة حيال استتباب الأمن والاستقرار لهذه البلاد والذود عنها بكل قوة حول ما يحاك من مؤامرات وما تلجأ إليه النفوس المريضة الحاقدة من أعمال تخريبية لن تؤثر على مسيرة هذا الكيان بل تزيده شموخاً وعلواً.

كما أن رؤية 2030 التي رسمها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بفكر الاقتصادي العصري وطموح القيادي المبهر، استطاعت تحقيق إنجازات استثنائية، وعالجت تحديات هيكلية خلال الأعوام الماضية.

كان تركيز الرؤية بعد مرور 5 سنوات منذ إطلاقها، على تأسيس البنية التحتية التمكينية، وبناء الهياكل المؤسسية والتشريعية ووضع السياسات العامة، وتمكين المبادرات، فيما سيكون تركيزها في مرحلتها التالية على متابعة التنفيذ، ودفع عجلة الإنجاز وتعزيز مشاركة المواطن والقطاع الخاص بشكل أكبر.

وتهدف الرؤية إلى رفع جودة الحياة ضمن بيئة مميزة جاذبة؛ لتكون المملكة وجهة عالمية رائدة، ومنها تسهيل الحصول على الخدمات الصحية الطارئة خلال 4 ساعات بنسبة تتجاوز 87%، مقارنة بـ36% قبل إطلاق الرؤية، وخفض معدل وفيات حوادث الطرق سنوياً لتصل إلى 13.5 وفاة لكل 100 ألف نسمة بعد أن كانت 28.8، وارتفاع نسبة الممارسين للرياضة مرة واحدة على الأقل أسبوعياً لتصل إلى 19% في عام 2020 مقارنة بـ13% قبل إطلاق الرؤية.

كما ارتفعت نسبة تملّك المساكن لتصل إلى 60% مقارنة بنسبة 47% قبل 5 أعوام، إضافة إلى أن الحصول على الدعم السكني أصبح فورياً بعد أن كان يستغرق مدة تصل إلى 15 سنة قبل إطلاق الرؤية.

وأسهمت الرؤية في رفع المؤشرات ذات الصلة بتنامي الاهتمام بالمواقع الأثرية والتراثية، التي كان لها الأثر المباشر في تسجيل مواقع سعودية جديدة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وارتفاع عدد المواقع التراثية القابلة للزيارة في المملكة عام 2020 إلى 354 موقعاً بعد أن كانت 241 موقعاً في 2017، فضلاً عن دعم الهوية السعودية وتعزيز حضورها عالميّاً، إذ أصبح عدد عناصر التراث الثقافي غير المادي المسجل لدى اليونسكو 8 عناصر، بعد أن كان عددها 3 عناصر فقط قبل إطلاق الرؤية، ووصل عدد مواقع التراث العمراني المسجلة في سجل التراث الثقافي الوطني إلى 1000 موقع في عام 2020، وذلك مقارنة بـ400 موقع فقط في عام 2016.

واستطاعت برامج رؤية المملكة 2030 رفع القدرة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن، من خلال التوسع في منظومة خدمات الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وأتمتة عملية الحصول على تأشيرة العمرة لتصبح مدة الحصول عليها 5 دقائق فقط فيما كانت تستغرق سابقاً 14 يوماً. إضافة إلى إطلاق «التأشيرة السياحية الإلكترونية» التي يمكن الحصول عليها إلكترونياً خلال دقائق، بما يُسهّل زيارة الأماكن السياحية في المملكة وآثارها وتراثها، ويسهم في تنشيط قطاع السياحة ورفع نسبة إسهامه في الناتج المحلي، وتطوير وجهات سياحية عديدة ومتنوعة، وتوليد فرص عمل لأبناء وبنات هذا الوطن، مما جعل قطاع السياحة في المملكة الأسرع نمواً في العالم، إذ سجّل نموّاً بنسبة 14%.